لا شك أن من أعظم النعم أن يعيش الإنسان في أمن وأمان على دينه ونفسه وماله وعرضه، فالحياة بكل بساطة لا تستقيم في ظل اضطراب الأمن أو غياب السكينة، بل لابد لها مما تصلح به وبه تستقيم، ومن جملة ذلك ما ذكره الإمام الماوردي، وهو العارف بالأحكام السلطانية؛ المتفنن في بيان صلات الشعوب بسلاطينها وأمرائها، وطبعا لا سلطان إلا بجند..
فالدنيا حسب هذا الإمام العارف لا تصلح حتى تصير أحوالها منتظمة وأمورها ملتئمة؛ ولا يكون ذلك دون توفرقواعدها الست وإن تفرعت؛ وهي: دين متبع، وسلطان قاهر، وعدل شامل، وأمن عام، وخصب دائم، وأمل فسيح.