النائب خالي جالو يكتب : هل كسر حاجز الصمت أشد إزعاجا من الظلم نفسه؟

ثلاثاء, 25/03/2025 - 15:32

 

ثمّة سخط انتقائي يكشف بوضوح عن حال مجتمعاتنا.
 عندما يسافر رئيس الجمهورية أو وزراؤه إلى الخارج لطلب التمويلات أو للظهور على القنوات الدولية، لا يجد أحد ما يعيبه في ذلك، بل تقدم هذه الزيارات، التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة، على أنها انتصارات دبلوماسية. 
حتى عندما يتحدثون بلغات لا يفهمها معظم مواطنينا، يعم الصمت والأسوأ من ذلك، أن البعض يشيد ويصفق لهم.

لكن ماذا يحدث عندما أجرؤ، بوصفي ممثلاً للشعب، على إدانة التمييز والظلم الذي يعاني منه جزء من مواطنينا، سواء في البرلمان الأوروبي أو عبر الوسائل الإعلام السنغالية؟ 
عندها، يطفو السخط الانتقائي إلى السطح مجددًا، ويعترض البعض على جرأتي في كشف الحقيقة خارج حدودنا.
 هذه المواقف لا تعكس سوى محاولة يائسة لإخماد الأصوات المعارضة وإسكات المطالب المشروعة لشعب لطالما تم تهميشه.

ما يزعج الذي ينتقدونني ليس مضمون خطابي، بل كونه  سمع وأحدث صدى كبيرا.
وهذا في حد ذاته أمر بالغ الدلالة.

إنهم ينسون  أو يتظاهرون بالنسيان  أن قنواتنا التلفزيونية الوطنية كثيرًا ما تغلق أبوابها أمامنا، وأن محطاتنا الإذاعية لا تمنح مساحة تذكر للغات التي يتحدث بها أغلب مواطنينا.

 كما يغضون الطرف عن حقيقة أن من يندد بالظلم يتم تهميشه بشكل ممنهج، بينما يحظى من يكرسه بتساهل مطلق.

أين كان  كل هذا السخط عندما منح الاتحاد الأوروبي أكثر من 150 مليون يورو لدعم ميزانية دولتنا، دون أي مطالبة بالشفافية ؟ 

أين كانت هذه الضجة عندما ذهب الرئيس إلى طلب المساعدات من المملكة العربية السعودية أو غيرها، دون أن يُعلم الشعب بمصير هذه الموارد؟

 الذين يستنكرون مواقفي في المحافل الدولية لا يعترضون أبدًا على الصمت المؤسسي، ولا على الظلم الممنهج، ولا على مصادرة الفضاء العام.
 إنهم  فقط يدافعون عن النظام السائد، لا يدافعون عن الشعب.

أقولها بكل حزم: سأواصل الحديث، سأواصل التنديد، وسأواصل المساءلة، كلما سنحت لي الفرصة.

 لأن نضالنا لاحدود له .
 ولأن شعبنا يستحق أن يسمع صوته، بلا خجل أو خوف، ما دام الظلم واقعًا يوميًا نعاني منه بوضوح.

كسر الصمت ليس خيانة.
بل هو شجاعة و وفاء لأولئك الذين يُرفض الاستماع إليهم.

خالي ممادو جالو
نائب الشعب

تصفح أيضا...