لم يكن وجهه غريباً، حاولتُ تذكّره وأنا أمرّ به في الطريق إلى عملي يومياً، بينما هو ينبشُ في حاوية القمامة البرتقالية في حي «الإيميك» في مدينة عينتاب، حتى أصبحَ من طقوس طريقي اليومي.
بدايةً كنت أبتسمُ للطفل الذي قدّرت عمره بأربع سنوات، وهو يجلس فوق كومة الكرتون التي يقوم والده بجمعها من حاويات القمامة، ويضعها في كيس كبير مصنوع من خيوط البولستر موضوع فوق عجلتين وذراعين للجر، كتلك التي تُستخدم لنقل الحقائب والأشياء الثقيلة. فإن حدث ولم أره عند هذه الحاوية، أصادفه عند الأخرى، وهكذا حفظ الصغير وجهي، وتدريجياً أخذ يبادلني الابتسام.