شعور لا يوصف... ذلك الذي ينتاب الأم زينب، وهي تمضي ليلتها الأولى دون بناتها الخمس، اللواتي كابدت صروف الدهر، وصبرت حر الأيام، وقر الليالي، من أجل تربيتهن، وآثرت أن يعيشن على هامش الحياة، لكن بكبرياء، دون الحاجة حتى لمساعدة آبائهن...
دموع الصبورة زينب، وقد التهمت النيران أجساد صغيراتها، عبرت فقط عن شعور يسير من حجم المأساة... هو الشعور الذي قد ينتاب أي واحد منا لدى سماعه ما حصل... لكن ما لم تقله الكلمات والدموع، هو الحزن الذي يعتصر فؤاد السيدة، وقد فقدت فلذات كبدها، اللائي عمرت أسنهن معها فقط إحدى عشرة سنة، أما أصغرهن فقد أبت النيران أن تجتاز بكثير سن الفطام.











