كثيرا ما نطالب الجميع ألا يستعجلوا تحقيق الأهداف و بلوغها ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحالة السياسية في نتائجها الآنية و الاستراتيجية ، لأن الفرق شاسع بين الواقع الذي كنا فيه و الواقع الذي نعيشه اليوم .
فرئيسنا الحالي ، ولله الحمد ، فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، هو حالة مختلفة منذ منحه الشعب الموريتاني في أغلبيته ثقته الكاملة التي تثبت الأيام صوابيتها وصدقها . و ظهر أنه إنسان رزين و حكيم و هادئ و يكره الظلم بكل صنوفه و أنواعه ، و لا يؤثر مزاجه على قراراته ذات الصلة بالمصالح العليا للبلد و الشعب .
و ما يحدد تصرفاته هو مسؤوليته أمام الله عز و جل أولا و ضميره ثانيا . ولهذا كانت مسيرته تتسم بالاخلاص و الوفاء في أحلك الظروف و الأوقات التي يندر من يستطيع أن يتماسك فيها و يظل رابط الجأش و حكيم القرارات التي يتخذها.
كما لاحظ الجميع أنه لايستفزه أي تصرف ضده شخضيا أو ضد أحد من محيطه ، و أمثلة ذلك تجِلُّ عن الحصر . ففي العهد السابق و هو قائد للجيوش ومحل حب الجميع و تقديره ، و حين طلب منه الكثيرون أن يستلم السلطة و الظروف مهيأة لذلك و المبررات موجودة و الخشية من فراغ في السلطة مطروح ، كل ذلك لم يؤثر عليه ، و ظل متماسكا ووفيا بعهوده و التزاماته المهنية و الأخلاقية و الوطنية ، و لم يكن يشغله إلا الوسيلة التي يظل فيها البلد يدار بصفة تؤمّن له الأمن و السكينة و الاستقرار بدون منغضات من أي نوع كانت ، و هو ما نجح فيه بفضل الله تعالى .
و المثال الآخر أنه لم ينتقم لنفسه أو لمحسوب عليه يوما من الأيام ، حيث كثيرا ما أقيل مقرّب منه من وزارة أو سفارة أو موقع تنفيذي وما شابهه ، و أحيانا تكون الإقالة غير مسبّبة بأسباب موضوعية بل دائما ما كانت ذاتية و مزاجية ، و مع ذلك كان الرئيس غزواني في قمة الحنكة و الكياسة في التعامل مع مختلف تلك الحالات ، و يتركها تتخطى ، لا لشيء إلا لأنه لا يريد أن يظهر بمظهر من يتصرف لأسباب شخصية بحته!
و يعرف جميع الموريتانيين مواقفه في اللحظات الفارقة التي كان فيها البلد على مفترق طرق ، حيث الإرهاب يضرب في الداخل و على الحدود ، و المنطقة مشتعلة بالقلاقل و الاضطرابات و الفتن ، و كانت دائما بوصلته الوطن و مصالحه العليا بغض النظر عن الأشخاص و مواقعهم .
إن موريتانيا بالنسبة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني هي الأهم و شعبها يحتاج التنمية و الازدهار و التقدم و الوحدة الوطنية و التماسك الاجتماعي . و لهذا فالطريقة الصحيحة للتعامل مع أوضاعها و مشاكلها هي مقاربته التي سطرها في برنامجه " تعهداتي" . خصوصا أنها كانت في وضعية خاصة و خاصة جدا ، و بالتالي تحتاج لبذر بذور صالحة لعلها تثمر يوما ما ، فلذلك تم تفعيل فصل السلطات تماما ، و ما تم القيام به في هذا الجانب أمر في غاية الأهمية و سينضج في المستقبل و سيؤسس للأجيال القادمة قيما ديمقراطية حقيقية و سليمة يمكن البناء عليها ، و ما كان ذلك ليتم لو تم الاستعجال في اتخاذ قرارات هنا أو هناك دون تفكير رزين و موضوعي يزن المسائل بميزانها الصحيح.
فعلى الرأي العام الوطني أن يرتاح و يطمئن فحين تكون الحكمة قائدا فسيحل الأمن و التقدم و السلام على كافة ربوع الوطن حاضرا و مستقبلا.