الوساطة في الشأن الدولي مغامرة تتطلب تخطيطا، على غير معهود التخطيط، بنفَس التكتيك وخلفيةِ درايةٍ بالمجال، مُعينةٍ على فهم منشأ النزاع أو الخلاف ضمن منظومة السوسيولوجيا -الثقافة والمصالح وتقاطعات الدولي بالإقليمي.
أظهرت الحكومة الموريتانية الضعف والخور، في أزمة الممر الحدودي؛ فوقفت كالمتفرج "الأهبل" على إهانة سيادتها، والإضرار المباشر بمصالح مواطنيها؛ وذلك بوقف صادراتها ووارداتها الغذائية الحيوية بالقوة، بدون ذنب ارتكبته ولا حد تجاوزته.
وهذه بعض التفاصيل الخلفية:
***
أثار إغلاق ممر الـﮕــرﮔـرات من قبل عناصر تابعة لجبهة "بوليزاريو" جدلا واسعا، اختلطت فيه التفسيرات والمواقف بالذكريات المؤلمة والحقائق السياسية والعسكرية المتحكمة...
بالتأكيد نحن الموريتانيين لسنا مغاربة، لنتورط في الدفاع عن المغرب أو الوقوع في تقييم سياساته.
تشهد الإنسانية اليوم طرحين فكريين متناقضين في تناولهما واستشرافهما لآفاق الحضارة والإنسان:
الأطروحة الأولى تقوم على الصراع وحتمية الصدام والتناحر بين الحضارات وأتباع الأديان والمذاهب، وإن بترويع الآمنين بغير حق شرعي، قلبا لنواميس الكون وانقلابا على سنة التعايش والاختلاف، والفاعلون في هذا الحقل إنما يصادرون الحق المطلق، ويتجردون من قيم ومثل التعاون لإعمار الكون وتنمية الأخلاق، ويتبنى هذا الطرح ويروج له ويفرضه لا دينيون، يرون أن لا مكان في العالم المعاصر للدين وأهله، وكذا متعصبون دينيون تكفيريون سلفيون هنا وهناك، يفرضون معتقداتهم بالعنف والترويع والمصادرة.
كيف نقلع ونحن لم نقلع عن عاداتنا في اعتبار الدولة شاة بفيفاء لك ولاخيك ولاصهارك ، كيف نقلع ونحن ننتظر خضروات قادمة من خارج حدودنا، كيف نقلع ونحن نبحث عن حبة دواء مفقودة في كل صيدلياتنا، كيف نقلع ونحن نبحث عن قطرة ماء وعن كهرباء منقطع متقطع ضعيف حد الهزال، كيف نقلع مادام الفقير يزداد فقرا وحرمانا وبؤسا وتهميشا وغبنا، كيف نقلع مالم يقلع من يديرون شؤوننا عن خوصصة المال العام وتحويله لقصور وسيارات فارهة بدل خدمة المواطن وتوفير عيش كريم له ، كيف نقلع مادام ساكن الأحياء العشوائية مهما بلغ من كفاءة لاحق له في الولوج لوظيفة محترمة واقتصر طموحه على عنصر أمن أو فرد إطفاء،
تُعَدُّ المقاطعة الشعبية لسلع ومنتجات دولة ما من أقوى الأسلحة وأشدها تأثيرا، ومن المؤكد بأن تأثير هذه المقاطعة سيكون أقوى في ظل جائحة كورونا حيث يمر العالم بوضعية اقتصادية صعبة جدا. في الغرب قد لا تحتاج الشعوب إلى أسلوب المقاطعة ذلك أن حكوماتها تقوم بالمهمة كلما استدعت الضرورة ذلك، ولكم في اللائحة الطويلة من الدول التي قاطعتها أمريكا اقتصاديا في العقود الأخيرة خير دليل. أما نحن في العالمين العربي والإسلامي، فالأمر يختلف عندنا، فحكوماتنا اغلبها ضعيف ومرتهن للغرب، وقد لا تهمه أصلا مصالح شعوبه، ولذا فقد كان من اللازم أن ترفع الشعوب راية المقاطعة كلما ظهرت ضرورة لذلك كما هو الحال الآن.
جاء إعلان الحكومة الموريتانية عن إلغاء الإمتحان الشفهي من المسابقات الوطنية والكشف عن نتائج المسابقات
في المستقبل بترتيبها الإستحقاقي
بدل الترتيب الأبجدي الذي كان معتمدا في إعلان النتائج ثمرة لنضالنا وتظلماتنا التي قدمناها عقب مسابقة
إكتتاب أطر للتكوين في المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء
والتي تمكنا فيها بحمد الله من كشف
الأخطاء الكثيرة التي تصاحب الشق
الشفهي من المسابقة إذ يتم فيه أحيانا
تغييب الحاضرين بالخطأ أو بشكل متعمد وسلطنا الأضواء على هذه الأخطاء وتجاوبت السلطات مع تظلماتنا بشكل إيجابي وبأمر من
لدي بعض الانشغالات في هذه الأيام تحد من التعليق على الأحداث الجارية، ولكن لقاء السفير والوزير السابق (إسلكو) برئيس الجمهورية، وما أثاره من نقاش واسع في مواقع التواصل الاجتماعي جعلني أفكر في نشر تعليق سريع حول هذا اللقاء.
(1)
لا أملك من المعلومات حول هذا اللقاء إلا ما نُشر عنه في المواقع، ولم أبحث أصلا عن معلومات لأني لا أرى لها أي أهمية في تغيير وجهة نظري حول اللقاء..أقول هذا الكلام لأن لدي بعض الاستنتاجات التحليلية التي أرى بأنها تقترب من المعلومات، وسأعتبرها معلومات، إلى أن أتوصل إلى ما يفندها.
(2)
من المهم أن نحتفل برفع الظلم الذي كان ممارسا على أرضالوطن.
و مثله الاحتفال بإخراجهم من ظلام السجن الظالم بعد اليأس من العدل و الإنصاف.
و يتناغم مع ذلك أيضا الاحتفال بفصل السلطات بشكل تام ،وهو أشبه بالحلم البعيد عن الواقع .
و يتنزل في نفس السياق الحبور و الاحتفال بالضرب بيد من حديد على الفساد و حماية ثروة الشعب الموريتاني من عبث العابثين و إرجاع كافة المسروقات و المنهوبات!
حضرت يوم أمس الورشة التي أقامها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية حول الوحدة الوطنية والقضاء على كافة آثار الاسترقاق وكنت مقررا للجلسة التي تمثل سابقة فريدة من نوعها في تعاطي الأحزاب الحاكمة مع القضايا الحساسة مثل ذينك الموضوعين وكان من المداخلات الجريئة التي هزت القاعة وأثارت فيما بعد الكثير من الحبر على صفحات التواصل الاجتماعي مداخلة المفكر والعالم الجليل والأديب الفذ رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا الذي يدين له البلد برمته بنشر تراثه وثقافته والتعريف به في وقت كان فيه نسيا منسيا في العالمين العربي والإسلامي وكان من جملة ما ذكره فيها ان موروثنا الإسلامي بحاجة إلى غربلة لأننا لم نفهم الإسلام