تستعد نخب الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني و المنظمات المهنية و النقابية لتحضير مشاركتها في التشاور الوطني المرتقب ،
لأول مرة ستتاح للجميع فرصة حقيقية لإسهام في رسم تصور وطني شامل للنهج الذي سيتبع لإصلاح ما فسد و الانطلاق نحو مستقبل واعد للنهوض بكافة القطاعات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية نحو الاصلاح و البناء و الرقي، في ظل دولة القانون التي ينعم فيها المواطن دون تمييز ،بالعدل و المساواة في الحقوق و الواجبات .
إن المفهوم القديم للحوار يجب أن يصحح ،فليس الهدف حصول حزب محاور ما مثلا على حقائب في الحكومة أو فوائد أخرى ، إن مقاصد التشاور يجب أن تكون أشمل و أنبل من هذا النمط من الأهداف ، إن إصلاح ما فسد في قطاعات التعليم و الصحة و الزراعة و المالية و البنية التحتية …هو الموضوع الذي يجب ان يستحوذ على عناية كافة المحاورين حتى نحدد ملامح مشروع المجتمع الموريتاني الذي نصبو إليه جميعا ،هذا هو السبيل الى تلبية آمنة و مستقرة لمطالب جميع المشاركين في التشاور .
إن تغيير الأساليب المتبعة سابقا لأي حوار يجب أن يتحقق ، إن النيل من أعراض الأشخاص و الخوض في احزان الماضي ليس هدفا في حد ذاته و يجب العفو عما سلف من الأخطاء و الخلافات بين المتشاوريين و الولوج الى عهد تسود فيه المحبة و الأخوة و حب الخير للجميع و التشبث بمفهوم الدولة و الأمة و نبذ الدعايات العرقية و العنصرية و الطائفية و الجهوية و التركيز على ما يوحد هذا الشعب الذي يدين بدين واحد و يشهد له تاريخ مقاومته ضد الاستعمار بوحدة صفه و سقوط شهدائه من كافة مكوناته في المعارك الخالدة التي خاضها ضد الاحتلال .
اننا مقبلون على مرحلة حاسمة لتصحيح الأخطاء و التصالح مع الذات ، وضع تصور للنهج المستقبلي الذي سنسلكه .
إن التضحية من أجل خدمة الوطن تقتضي منا أن نعترف بعيوبنا و ان نشخص أخطاءنا بأنفسنا و ان نحترم الرأي الآخر و ان نتفادى إثارة عيوب الاخرين اذا كنا نريد أن نؤسس لانطلاقة جديدة تمكن من تحقيق الاهداف المرسومة في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية الذي يولي أهمية قصوى لهذا التشاور و سيشمله بالرعاية اللازمة حتى يحقق الاهداف المرسومة ، و الله ولي التوفيق .