قد لا يغيب عن ناظر أحد أن الأبعاد التاريخية لماضي الإنسان بصورة عامة، تمثل أبرز المميزات التي يتسم بها الوجود البشري، فالإنسان على خلاف بقية الكائنات، لا يمكن أن يعيش في أفق مسدود في لحظات حاضره فحسب، بل لابد له أن يدرك قدرته على العودة إلى الماضي ليتمثل حوادثه أو يتوجه نحو المستقبل لتجسيد طموحاته، لذلك نجد البشرية قد سعت - منذ القدم - إلى تدوين ماضيها من أجل الحفاظ على تراثها و أخذ العبرة منه؛ و ذلك بطبيعة الحال ما أبرز بشكل واضح ما عرف باكتشاف الكتابة الذي كان عاملا حاسما في ظهور عملية التأريخ لماضي الإنسان، و إعادة كتابة تاريخ الأمم و الشعوب و إعادة تشكيل الوعي الحاضر لها.