يفصح هذا المسعى المقتضب إلى فك رموز أحد آثار الكتابة المبدئية الرصينة في الربوع الموريتانية قبل تسعة قرون -تسع مائة سنة - من الآن كمحاولة لإبراز بعد هام من أبعاد التراث الفكري الإسلامي عن طريق استنباط المخزون النظري للكتابة المبدئية لدى كتاب و قضاة المرابطين في القرن الخامس الهجري (11م )، حيث نحط الرحال عند (أبي بكر محمد بن الحسن المرادي الحضرمي)، الذي تولى الإمامة والقضاء في حقبة خاصة من تاريخ دولة المرابطين بعاصمتها في الصحراء الموريتانية، آزوگي، فهذا المفكر المبدع قد دشن بحق مسارات فكرية مبدئية اعتبرت استباقا لما سيعتبره المفكرون العالميون فتحا جديدا في تحديد طبيعة الملك و شؤون الدولة ف