بعد أسبوع شاق من متابعة الدروس النظرية بالمدرسة الوطنية للقضاء ببوردو رن هاتفي وكان المتصل الإمام محمد محمود ولد الدوه ، بعد سلام قصير و سؤال عن أحوال الأهل و المعارف انتقلنا إلى منزله العامر بعاصمة الجنوب الغربي .
كان حديثا شائقا و ممتعا في حضرة الإمام حول فقه الأقليات وواقع الجاليات المسلمة و تموقعها داخل النسق الثقافي و السياسي الجديد و حول دار الحرب و السلام و الحوار مع الآخر خصوصا الأولي بقية،حول الردة أيضا و حرية الأعتقاد وأيضا حول قرار لافت للمحكمة الجنائية بنواذيبو.
كان مقررا أن يؤازرني الدكتور و أن يكون أحد المدعويين لحضور حفل أداء القسم باستئنافية بوردو و لكن ظروفا صحية طارئة حالت دون ذلك ، زرته لأداء صلاة الجمعة رفقة زميل نيجيري و آخر تشادي ، لم نتفاجأ من إتقانه للغة مولير وهو الحاصل على دكتوراة في العلوم السياسية من جامعة بوردو، ولكن من نقده الصريح لواقع المجتمعات المسلمة في الغرب ، فهو لا يخفي امتعاضه من استيرادنا لنموذج آخر للتدين مدعوم من البترو دولار ، من هنا يمكن للتصوف ان يكون حلا سحريا لهذا الواقع المزري .
ودعت الدكتور محمود على أمل اللقاء قريبا في الوطن ، لا شك أن وطننا يسع جميع أبنائه .
