من النادر ان ينبثق صوغ الاجابات الدقيقة والرؤية الاستراتيجية العميقة من شخص يَمْخُرُ عباب المواجهة في عمق المدارات المحمومة والفعل السياسي الميداني وحقائقه المرة العنيدة.
وأندر من ذلك ان يعيش زهرة شبابه إما في السجن أو مهددا به أو ملاحقا بأنياب العذاب وسكاكينه الصدئة التي أُغمدت في الطري من جسده عشرات المرات، دون ان يحمل الخوف أو السجن في نفسه، ودون ان ينهار في لحظات التنازع بين قوى الموت والحياة والشموخ والتخاذل والأنانية ورُهاب المخبرين.. وواصل صموده البهيج متدرجا نحو عوالي مراتبه..