أجرى المقابلة : الزميل أحمد سالم ولد باب
خلافًا لانتخابات 2009 و2014 الرئاسية؛ تَشُدُّ انتخابات 2019 أنظار الموريتانيين وتحبس أنفاسهم، على نحو لم يحصل حتى في انتخابات 2007.. ذلك أن إعلان الرئيس ولد عبد العزيز عن احترامه للدستور وعدم سعيه إلى مأمورية ثالثة خلط الأوراق، وأربك الحسابات، وأسس لتحالفات واصطفافات جديدة تماما.
ويبدو أن إعلان النظام الحالي عن تقديم مرشح قوي من قلب المؤسسة العسكرية، هو الفريق محمد ولد الغزواني، لم يُفْلِحْ حتى الآن في زحزحة حالة الشك وعدم اليقين التي تنتاب الكثيرين، فالتحولات السياسية والمجتمعية داخليا وخارجيا أبقت على أمل متزايد في حصول تناوب ديمقراطي، يأتي بمرشح من خارج عباءة السلطة..
وفي خضم التحضيرات الجارية للاستحقاقات الرئاسية القادمة؛ سعت "مراسلون" إلى إيجاد أجوبة لمختلف الأسئلة التي تحوك في صدور الكثيرين حول طبيعة المرشحين، والتحالفات، والاصطفافات المرتقبة.
"مراسلون" اختارت لهذه المهمة الدكتور سيد أعمر ولد شيخنا، الباحث في العلوم السياسية، والخبير في التاريخ الموريتاني المعاصر، الذي أنجز أطروحة دكتوراه عن "معوقات التحول الديمقراطي في موريتانيا"، بعد أن كتب كتابه الشهير "موريتانيا المعاصرة: شهادات ووثائق".
وقد شدد الدكتور سيد أعمر - قبل أن يبدأ الحديث معنا - على أنه يتحدث هنا بصفته الأكاديمية، وليس بصفته السياسية كرئيس لتيار الوفاق الوطني، مؤكدا أن مواقف التيار يُعَبَّرُ عنها بشكل رسمي من خلال البيانات الصادرة عن المكتب التنفيذي.
يحبس البلد أنفاسه في ضوء المعلومات التي تَرْشَحُ شيئا فشيئا عن هويات المرشحين.. ما قراءتكم للمشهد الحالي قبل أن تُعلن الترشيحات بشكل رسمي؟
الانتخابات الرئاسية المرتقبة تُمثل إحدى أهم الاستحقاقات الرئاسية التي خاضها البلد في تاريخه على الإطلاق.. إذ لأول مرة تجري انتخابات لا يشارك فيها الرئيس، بمعنى إمكانية حصول تناوب ديمقراطي، مما خلق حركية غير مسبوقة، وولَّد حالة من عدم اليقين السياسي، تمثل عادة مرحلة مهمة من صيرورات التحول الديمقراطي كما تقول التجارب حول العالم.. ما يجري الآن هو أقرب إلى ربيع موريتاني بالغ الأهمية، وخطير في نفس الوقت..
وقبل أن أبدأ في قراءة المشهد الرئاسي الموريتاني؛ أود أن أُذَكِّرَ من باب التأمل والاعتبار بما جرى في نموذجين عربيين: الأول هو النموذج المصري، الذي يتقاطع معنا في محورية دور الجيش في الحياة السياسية المصرية، ففي مصر رشحت الدولة العميقة، التي يعتبر الجيش عمودها الفقري، الفريق أحمد شفيق من أجل الاحتفاظ بالسلطة بعد سقوط مبارك.. وكان تقدير الدولة العميقة خاطئا، لأن الشعب بقواه الثورية لم ير في أحمد شفيق إلا صورة أخرى لمبارك الذي ثار عليه. وفي المقابل لم تَعِ قوى الثورة المصرية - وفي القلب منها الإخوان - متطلبات المرحلة والحاجة إلى التدرج والبناء الديمقراطي التراكمي، فبدل أن ترشح شخصيات مثل محمد البرادعي المتشبع بالليبرالية والحكم المدني، والذي يتمتع بعلاقات دولية واسعة، أو عمرو موسى وهو شخصية مدنية من عمق النظام، وهما مرشحان كان ترشيحهما ضروريا لقيادة مرحلة انتقالية ناجحة، يتم خلالها تقليم أظافر الجيش المصري، تمهيدا لإخراجه من المشهد السياسي بشكل سلس.
أما النموذج الثاني فهو النموذج التونسي؛ حيث أعمت لحظة الانتصار الثوري والحلم الديمقراطي حركة النهضة التونسية وحلفائها عن قراءة المشهد التونسي بتعقيداته واصطفافاته المناطقية، فحركة النهضة وحلفاؤها ينحدرون أساسا من المناطق الجنوبية المهمشة، وهو ما جعل انتصارَهم الانتخابي بمثابة تهديد وجودي لنخب الساحل التونسي ذات النفوذ العتيد في أجهزة الدولة، الأمر الذي خلق صراعا بين القوة الانتخابية والقوة النوعية داخل الدولة، ولولا رشد بعض القادة التونسيين ووعيهم بأهمية التدرج والتراكم الديمقراطي لكانت تونس قد انزلقت إلى ما لا تحمد عقباه.
في موريتانيا يجب التذكير بأنه لا توجد دولة عميقة، ولكن يوجد مجتمع عميق يلعب دور الدولة العميقة ويتقمصه.. والقوى المؤثرة في المجتمع العميق نشأت في الحواضر التي تأسست خلال المرحلة الاستعمارية، والمجتمعات التي احتكت مبكرا بالاستعمار وانخرطت في الحياة السياسية والاقتصادية مع بدايات الدولة الوطنية الحديثة التي خَلَفَتْ الاستعمار. إن موريتانيا ليست مثل مصر.. الدولة العميقة في مصر تقوم على الجيش والمخابرات والقضاء والإعلام، وفي موريتانيا الحضور القوي للأشخاص في أجهزة الدولة هو انعكاس لقوة المجتمع العميق خارج المؤسسات، وليس العكس.
من هم - في رأيك - أبرز المرشحين الجديين؟
في نظري هناك ثلاث شخصيات تمثل ترشيحات جدية، هم: محمد ولد الغزواني، ومحمد ولد بوعماتو، وسيدي محمد ولد بوبكر.. يتميز الثلاثة بميزات مهمة، وأهم ما في هذه الميزات قدرتُهم على جذب أصوات المعارضة والموالاة على حد سواء...
لنتحدث عنهم بالتفصيل.. ماذا عن ولد الغزواني؟
محمد ولد الغزواني هو مرشح من عمق النظام القائم، ويمثل اختيارا عقلانيا للسلطة، فهو أحد أبرز قادة المؤسسة العسكرية، وأحد أقرب رفقاء الرئيس في مسيرته العسكرية والسياسية، وينحدر من وسط اجتماعي وروحي مهم، ويحظى بتأييد واسع نسبيا من قوى اجتماعية عديدة بتمثلاتها داخل الدولة، وفوق ذلك كله يحظى بقبول ودعم المؤسسة العسكرية التي قادها خلال السنوات العشر الماضية، وشهدت في عصره تطورا ملحوظا.
كما يتمتع ولد الغزواني بعلاقات طيبة مع مجمل الطيف السياسي الموالي والمعارض على حد سواء، رغم أن قوى معارضة عديدة قد لا تتمكن - لاعتبارات سياسية أو تكتيكية - من دعمه المباشر في الوقت الحالي.
ومن نقاط القوة لدى الرجل علاقاته الإقليمية والدولية التي اكتسبها من بوابة الجيش والأمن، ويجب أن لا ننسى أن المحيط الدولي والإقليمي ينظر إلى موريتانيا من منظور أمني.. وكل هذه النقاط تؤهله لقيادة المرحلة.
وإذا صح أن الاتفاقات الموقعة مع الشركات المستثمرة في مجال الطاقة تضمنت بروتوكولات سياسية سرية؛ فقد يكون المرشح الذي يقدمه الرئيس ولد عبد العزيز يتمتع بدعم لوبيات عالمية قوية..
وفي المقابل لدى ولد الغزواني تحديات سياسية، أولها أزمة الخطاب.. فكيف سيتحدث إلى الناس؟ وكيف سيقنعهم بنفسه؟ هل هو امتداد للرئيس عزيز؟ وهل يعي معنى ذلك؟ وهل هو مستعد لتحمل أخطاء العشرية الماضية؟ وكيف سيبرر أخطاءَها؟ وهل باستطاعته أخذ مسافة من الرئيس عزيز وإنتاج خطاب على أنقاضه؟ وكيف ستكون العلاقة بين الرجلين في حالةِ خِصَامٍ محتمل؟
وكما قال الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل سابقا "إن نقطة ضعف ولد الغزواني تكمن في قوته"، بمعنى أن أطرافا مؤثرة داخل المجتمع/الدولة العميقة لا تطمئن له لاعتبارات غير خافية. والتسريبات والمعطيات المتوفرة تفيد بحالة من الامتعاض، وربما الكيد للمرشح غزواني، فكيف سيتعامل مع هذا الموقف؟ وهل يمتلك القدرة لمواجهته؟ وهل لديه الاستعداد كرجل معروف بالمسالمة والزهد في السلطة للمضي إلى آخر المطاف؟
ومما لا شك فيه أن ولد الغزواني يمتلك من الدهاء والأناة ما يستطيع، إن هو أراد، امتصاص الصدمات وبناء أسوار لحماية مشروعه السياسي.
جيد.. لنتحدث عن ولد بوعماتو؟
يشكل ترشح محمد ولد بوعماتو زلزالا سياسيا ستصيب هزاته الارتدادية مشهد التحالفات والاصطفافات السياسية الانتخابية، نظرا إلى معطيات عديدة...
ما تلك المعطيات؟
نعم.. المعطى الأول أن السيد بوعماتو معارض قوي ومستقل، يعني أنه يأتي من خارج التشكيلات الحزبية المعارضة، مما يتيح له أن يكون مرشحا توافقيا، والرجل معارض عنيد للنظام الحالي، وقد دفع ثمن مواقفه باهظا: هجرةً وتضييقا ومتابعاتٍ قضائية وأمنية، حيث لم يكتف بفك الارتباط بالسلطة، التي كان أحد أكبر داعميها، بل انخرط في تعبئة وتمويل المعارضة خلال السنوات الماضية..
هذا الرصيد المعارض يمتلك معه محمد ولد بوعماتو ميزة مهمة لا تتوفر في أي شخصية معارضة أخرى، وهي القبول والتأثير في خندق الموالاة، من خلال الصلات القوية بقطاعات من النخب العميقة على مستوى الدولة والمجتمع على حد سواء.
المعطى الثاني المهم في المرشح بوعماتو هي قدرته على إدارة الانتقال الديمقراطي الآمن والسلس، على المستويين الداخلي والخارجي: فعلى المستوى الداخلي يمثل ولد بوعماتو خيارا مهما لتحقيق تناوب جدي يَحْمِلُ قوى المعارضة إلى دواليب السلطة، ويُشْرِكُهَا في إدارة البلد بعد عقود من الحرمان والإقصاء، كما أن بإمكانه خلق توافق سياسي عريض يضم قوى معارضة إلى جانب أخرى موالية في توليفة سياسية جامعة. وهو إلى جانب ذلك يمثل عنصر طمأنة لمحيط الرئيس الأقرب والأشمل، الذي يتمتع بنفوذ عميق، ففي لحظات الانتقال الحرجة يكون من المهم مراعاة العديد من الأبعاد والهواجس غير المصرح بها، والعمل وفق خطط ذكية تتسم بالواقعية والتدرج في اتجاه تطبيع الوضع السياسي وتقوية المؤسسات والتقاليد الديمقراطية، والمرشح ولد بوعماتو، الذي لا يشتهر بميول قبلية أو جهوية، يشكل خيارا مثاليا في هذا السياق.
وسيكون من المناسب له، وللديمقراطية الموريتانية، الإعلان عن عزمه على قيادة البلد خلال مأمورية واحدة فقط.
وعلى المستوى الخارجي؟
على المستوى الخارجي يتمتع الرجل بعلاقات وثيقة في الأوساط الإقليمية والدولية ولاسيما في الدول ذات العلاقات الخاصة بموريتانيا، كما يمتلك علاقات وخبرة في دهاليز المجموعات المؤثرة في صناعة القرار الدولي، وقد ظهر ذلك جليا في الدور الحاسم الذي لعبه عقب انقلاب السادس من أغسطس 2008، رغم اعترافه لاحقا بخطأ بل خطيئة ذلك الدور.
وأعتقد أن موريتانيا في المرحلة القادمة بحاجة لشخصيات تتمتع بصيت وعلاقات دولية، وذلك من أجل كسب رهانين كبيرين، يتعلق أولهما بطفرة الغاز والحاجة في هذا السياق إلى رئيس يفهم في الاقتصاد والعلاقات الدولية، ويدرك أهمية الديمقراطية والشفافية، ودورهما في تطوير بيئة الاستثمار، وتحسين مناخ الأعمال، وأهمية التعاون الاقتصادي، وتعزيز روابط الاعتماد المتبادل.
والرهان الثاني يتعلق بالتقدم في تحقيق مستوى مقبول من السيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية، بمعنى إبعاد الجيش عن التورط المباشر في أوحال السياسة، وهو ما يتطلب وجود رئيس قوي داخليا ومسنود خارجيا، يتفاوض مع الجيش من موقع قوة من أجل التوصل إلى حلول عقلانية مشرفة، تُنهي هذا الوضع الشاذ إقليميا وعالميا، ومحمد ولد بوعماتو كان قد عبّر في بيان سابق خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن أفكار لافتة في ما يتعلق بالموقف من تورط الجيش في السياسة.
دعني أشيرُ هنا إلى نقطة أخرى تُحسب لولد بوعماتو هي أنه قادر على تمويل حملته بنفسه، والوقت بدأ ينفد والخيارات تضيق، والمال هو عَصَبُ الحياة الانتخابية.
يجب أن لا ننسى هنا أن ولد بوعماتو متابع قضائيا، وهو تَحَدٍّ يواجه ترشُّحَه؟
هناك تحديات تواجه المرشح محمد ولد بوعماتو، منها المتابعة القضائية بطبيعة الحال، وقد لاحظنا جميعا إبطال مذكرة التوقيف الدولية من قبل الأنتربول، والتعليق اللافت لمحاميه على ذلك، كما لاحظنا مؤخرا طلب المعارضة وقف المتابعات القضائية، ومن الواضح أن ولد بوعماتو هو المقصود بها.. هذا الملف لا أملك عنه معلومات تبرز مدى قوة أو هشاشة الأرضية القانونية له، ولكن أعتقد أن من الحكمة الإصغاء إلى ما قاله مؤخرا الدبلوماسي الدولي أحمدو ولد عبد الله من أنه ليس في مصلحة الرئيس المنصرف الإبقاء على الخلافات الشخصية مع معارضيه.
التحدي الآخر يتعلق بكون ولد بوعماتو رجل أعمال وقريب اجتماعيا للرئيس، وهو ما قد يخلق بعض المواقف الاعتراضية، ورغم الوجاهة النسبية لهذه الاعتراضات لكنها ليست كافية، فكونه رجل أعمال تعد ميزة لأنه الأقدر على تمويل حملته دون الارتهان لأي قوة داخلية أو خارجية، وثانيا تعطيه ميزة أخرى تتعلق بأنه لن يكون معنيا بجمع المال من موقعه في السلطة لأن طموحاته سياسية وليست مالية، ومن ناحية أخرى فإن أكبر ديمقراطية اليوم هي أمريكا ويقودها رجل أعمال.
وفيما يتعلق بالبعد الاجتماعي؛ لا يشتهر الرجل بميول قبلية أو جهوية، وموقفه من الرئيس ولد عبد العزيز لا غبار عليه، وهو موقف يكاد يكون نادرا في تاريخنا السياسي، إذا استثنينا خلاف الرئيس المختار مع أبناء عمومته )الوزير محمد ولد الشيخ، ورئيس البرلمان سليمان ولد الشيخ سيديا).
وماذا عن سيدي محمد ولد بوبكر؟
سيدي محمد ولد بوبكر خيار مثالي جدا لكونه يتمتع بميزات مهمة في المرحلة الحالية: فهو رجل دولة بامتياز، عمل لخدمتها بمهنية عالية ونزاهة قل نظيرها، لقد عمل كوزير ورئيس حكومة وسفير مما أكسبه دراية بدهاليز الحكم والتحديات المحيطة بالبلد وسبل علاجها على ضوء خبرته المحلية وخبرته بتجارب الدول الأخرى. وهو فضلا عن ذلك صاحب ثقافة واسعة وعميقة، فهو يجمع - بشكل يندر مثله في الساسة الموريتانيين - بين عمق المثقف وخبرة رجل الدولة.
النقطة الثانية المهمة في المرشح ولد بوبكر هي قيادته للعمل الحكومي في لحظتين فارقتين، الأولى 1992 – 1996، وهي فترة اتسمت بالصعوبة.. معارضة لا تعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وملف الإرث الإنساني، وحصار مالي خانق بسبب تداعيات الأزمة الخليجية وملفات حقوق الإنسان. وقد نجح الرجل في فك الحصار المالي عن النظام وجذب تمويلات ضخمة لموريتانيا. ثم قاد العمل الحكومي في مرحلة أخرى بالغة الحساسية 2005 - 2007 خلال المرحلة الانتقالية، ونجح في الإدارة الجيدة لهذه المرحلة بجدارة ومسؤولية، حتى تم بناء مؤسسات سياسية منتخبة، وتم كذلك حل مشكل اقتصادي بالغ الخطورة مع المؤسسات المالية الدولية يتعلق بطبع الأوقية بدون رصيد، وبعد ذلك انسحب الرجل من المشهد في هدوء.
المعطى الثالث المهم هو كون الرجل ينحدر من وسط البلاد، وهو ما يشكل نقطة قوة مهمة إلى جانب علاقاته المتشعبة في عموم البلاد. وولد بوبكر رجل إجماع، ليست له عداوات، وفي ظل الدعم الذي يحظى به من قبل بعض قوى المعارضة، إلى جانب علاقاته القوية داخل الدولة والأغلبية الحاكمة يمكن أن يشكل مرشحا توافقيا، يعبر بالبلاد المرحلةَ الحالية بأمان ومسؤولية، بعيدا عن حرب الخنادق بين الموالاة والمعارضة، لا سيما أنه عنصر طمأنة للمؤسسة العسكرية لاعتبارات عديدة.
لكن في المقابل فإن لولد بوبكر نقاطَ ضعفٍ، منها انحداره من فئة التكنوقراط، فتجربته داخل الدولة كانت بالأساس فنية وليست سياسية، وهو إلى جانب ذلك كان يوجد خارج البلاد لفترات طويلة، وليس له حلف أو حزب سياسي يتَّكئ عليه. وإن كان يمتلك من المؤهلات الشخصية ومن القبول العام ما يمكِّنه من تجاوز هذه التحديات بسهولة.
يتحدث البعض عن نية الوزير السابق مولاي ولد محمد الأغظف في الترشح، هل من كلمة عنه؟
مولاي ولد محمد الأغظف كان يمكن أن يشكل رقما مهما بحكم تجربته وطموحه، لكن في ظل تحديد مرشح للنظام وغياب دعم المعارضة له، لم يعد مولاي رقما مؤثرا على ضوء ما ظهر من مؤشرات حتى الآن.
يبدو أنك تجاهلتَ النائب بيرام ولد اعبيدي زعيم حركة "إيرا" في تَعدادك للمرشحين الجديين..
بيرام يمكن أن يكون مرشحا مهما، ولكن أعتقد أنه يواجه تحدي توقيعات العُمَد والمستشارين، وأعتقد أن المرشح ولد بوعماتو سيكون الأقرب إلى نَيْلِ دعمه السياسي، إذا لم يتسنَّ له الترشح..