الخليل النحوي يكتب عن زيارته للشيخ الددو و استشفاءه له

ثلاثاء, 13/03/2018 - 10:55

أردت، على طول عهد من غير نسيان ولا سلوان، أن أزور الشيخ محمد الحسن الددو، وقد بلغني من اعتلال صحته، عافاه اللـه ومتع به ونفع، ما بلغني، فهاتفته لأعرف الوقت المناسب لزيارته، لما أعلم من ازدحام برنامجه (والمنهل العذب كثيرالزحام)، فإذا به يصر على أن يكون الزائر، سبقا منه بالخير، مأنوسا مألوفا، لا أستطيع أن أنافسه فيه، فقبلت مستبشرا، متمثلا بالبيتين المعروفين:
قالوا يزورك أحمد وتزوره....
وقبلت أن يكون المزور زائرا والمعود عائدا، داعيا اللـه له بالبركة في السكون والحركة:
واجعل لنا فيما جرى من حركه
ومن سكون قد قضيت بركه
وحين شرفني بالزيارة، نغص علي سروري بها ما وقفت عليه مما كنت أجهله من مقدار العناء الذي تجشمه إياه الحركة، مخالفة لأوامر الأطباء، فاعتذرت إليه عن أنانيتي التي دفعتني، من حيث لا أشعر، لقبول انتقاله إلي، وعن درجات السلم الثلاث التي رأيت مدى تكلفه في الحركة بينها نزولا وصعودا، ورد على الفور بما هو معهود منه من أدب جم وحضور بديهة: "ذلك هو عدد درجات منبر النبي صلى اللـه عليه وسلم"! فنفح في اللقاء عطرا بنفحة أخرى من ذكر الحبيب الأعظم صلى اللـه عليه وسلم، صرفني بها عن بعض ما اعتمل في قلبي من شجن تجشيمه العناء الذي تجشم.
عدت بعد توديعه، فكتبت أبياتا من الرجز، دعاء واستشفاء، راجيا أن يكون الإنشاء فيها خبرا، بمحض فضل السميع القريب المجيب.
سلامة الشعب، سلامة الوطن
في ظاهر من أمره وما بطن
سلامة الخلُق والسمت الحسن
سلامة الشيخ محمد الحسن
سلمه السلام من شر الإحن
وشر الادواء وسائر المحن
وأذهب البأس وعافى في البدن
في ظعن منه وأيان عدن
وسلم الأصول والفروع أن
يُساء أو تُساء فيه ومَأن
فنزّل الرزق الذي كان خزن
وكشف الضر وأذهب الحزن
ورتق الفتق به على سَنن
ولم يزل مرتقيا أعلى القنن
معمرا في صحة بلا وهن
معززا مكرّما لا يمتهن
أبقاه للملة والأمة من
جاد به عليهما فضلا ومن
غيثا مغيثا غدقا حيث هتن
أنبت هديا نافعا وما فتن
فجدد الرسم وأخصب الدمن
وعاش حلية على جيد الزمن

المصدر

تصفح أيضا...