تشهد الإنسانية اليوم طرحين فكريين متناقضين في تناولهما واستشرافهما لآفاق الحضارة والإنسان:
الأطروحة الأولى تقوم على الصراع وحتمية الصدام والتناحر بين الحضارات وأتباع الأديان والمذاهب، وإن بترويع الآمنين بغير حق شرعي، قلبا لنواميس الكون وانقلابا على سنة التعايش والاختلاف، والفاعلون في هذا الحقل إنما يصادرون الحق المطلق، ويتجردون من قيم ومثل التعاون لإعمار الكون وتنمية الأخلاق، ويتبنى هذا الطرح ويروج له ويفرضه لا دينيون، يرون أن لا مكان في العالم المعاصر للدين وأهله، وكذا متعصبون دينيون تكفيريون سلفيون هنا وهناك، يفرضون معتقداتهم بالعنف والترويع والمصادرة.