عرف التاريخ البشري محاولات "إعادة تأسيس" عديدة في المجال المعرفي والفكري، وفي مجال الممارسة السياسية. في المجال المعرفي تخبرنا المركزية الأوربية التي فرضت نفسها علينا مرجعية وحيدة، أن أرسطو هو رائد إعادة تأسيس المعرفة العلمية على قواعد العقلانية ضدا على الخرافة. ومنذ ذلك التاريخ استمرت "إعادة التأسيس" على يد أفذاذ أوربيين، يستأنف أحدهما على الآخر، حتى جاء ديكارت ليعيد "تأسيس" المعرفة على أنقاض "إعادة تأسيس" أرسطو نفسه، مستخدما مصطلحه السحري "مسح الطاولة"، ومؤسسا عقلانيته الخاصة. ثم جاء غاستون باشلار بمفهومي "العوائق المعرفية"، و"القطيعة المعرفية" ليؤسس عليهما "تكوين العقل العلمي".