في السياق..
1-أنكر بعض المستشرقين من أمثال (ليوه مانياتي) قصة أصحاب الفيل، مستندا إلى أن المصادر المسيحية لم تشر إلى أن أبرهة بنى كنيسة في صنعاء، بينما ذكرت أن أبرهة قاد حملة ضد فارس وليس الحجاز، وذهب بعض الملحدين أبعد من ذلك حين اعتبروا أن قصة أصحاب الفيل مأخوذة من قصة يهودية قديمة تسمى قصة البيل او الفيل و يذكرون الفيل الكبير بانه (اب بيل) مع فتح الياء، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم سمع المصطلح العبرى اب ا بيل ولم يعرف ماهو، فتم اقحامة على انه نوع من الطيور وهو طير الابابيل، كبرت كلمة تخرج من افواههم إن يقولون إلا كذبا.
2-تذكر دائرة المعارف الأثيوبية أن أبرهة بدأ حملته على مكة في عام 547 م وأنه تم شحن الفيل من أثيوبيا، ثم تذكر أن القصة وردت بعد ذلك في القرآن في سورة الفيل وأن هزيمة أبرهة على حدود مكة كانت جزئيا نتيجة لرعب أصاب الفيل وأنه تم تسمية العام بعام الفيل .. وأنه تم التعبير عن ذلك في لوحة موجودة في كنيسة Dabra Abdo-salam El Khadir، وقد ذكر المؤرخ اليوناني (بركوب) أن الأحباش غزوا الحجاز بتأثير من الروم.
3-صور الشعر الجاهلي قصة أصحاب الفيل في شعر كل من: عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم، ونفيل ابن حبيب الخثعمي، وأبو صلت الثقفي، وأبو قيس ابن الأسلت، وعبد الله ابن الزعبري.
4-ذكر بعض أهل التفسير ملمحا قرآنيا جميلا، ورد في سورة قريش، التي هي السورة الموالية لسورة الفيل في المصحف، حيث بدأت هذه السورة بقوله تعالى: (لإيلاف قريش)، مما يثير التساؤل عن الجالب لهذه اللام؟ وأجابوا على ذلك بأن جالبها هو قوله تعالى في ختام سورة الفيل قبلها: (فجعلهم كعصف ماكول)، فتكون اللام في قوله: (لإيلاف قريش)، صلة لقوله: (فجعلهم) فالله تعالى رد كيد أصحاب الفيل ومنعهم من هدم الكعبة لإيلاف قريش، ولو هدمت الكعبة لسقطت مهابة قريش ولتفرقوا في الصحراء، وهذه المكانة المتعلقة بخدمة البيت وفرت لقريش أمنا لرحلتي الشتاء إلى اليمن والصيف إلى الشام.
5-قصة أصحاب الفيل وردت في القرآن للاعتبار، وجاءت في سياق قرآني يدل على أن الحادثة معروفة مشهورة، بصيغة الاستفهام التقريري (ألم يجعل كيدهم في تضليل)، ولو كانت مجرد قصة مجهولة لما ساغ ورودها للاعتبار، إذ لا اعتبار بمجهول.
6-آمل أن لاتكون حادثة التشكيك في قصة أبرهة وأصحاب الفيل، مجرد تكتيك من جهة ما للفت الانتباه عن الحملة على بائعي الموت من مستوردي الأدوية المزورة، وبائعي الظلام والعطش في شركتي الماء والكهرباء.