أخيرا.. سقطت الأقنعة.. وَهَا هِيَ ذي المُظاهرات الاحتجاجية السِّلميَّة تتواصل للأسبوع الثاني في بغدادَ ومُدُنٍ الرافدين، وقد انتفض الشعب العراقي لاستعادة كرامته ونيل حقوقه المشروعة.. ولم تجد حكومة "المنطقة الخضراء" الدموية، العميلة من سبيل لمواجهة تلك الاحتجاجات سوى العنف المفرط وسفك الدماء.. فسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى في سوح النضال والفداء.
إنَّ النظام السياسي الطائفي الفاسد والجائر - بجميع رؤوسه الشرِّيرة- يُوغِل في إبادة أبناء الشعب العراقي دون وازع ولا رحمة، بالأيادي الآثمة للمليشيات الإيرانية الحاقدة، بعد أن قامت الولايات المتحدة بعد احتلالها لهذا البلد العربي الكبير، بتسليمه للفرس المجوس..
وقد أدى تفاقم الوضع السيَّاسي غير المستقر وحرص الجماعات العميلة لإيران على السيطرة على مقاليد الحكم، إضافة إلى التدهور الخطير للأوضاع المعيشية لعموم المواطنين العراقيين، إلى خروج المُظاهرات المُطالِبَة بالتغيير والإصلاح الشامل.. وتحسين الخدمات والأوضاع المعيشية، وإنهاء البطالة ومحاربة الفساد.
إننا باسم كل الخيِّرين في موريتانيا، البوَّابة الغربية للوطن العربي، نعلن بكل اعتزاز، تأييدنا ومؤازرتنا لأبناء الشعب العراقي لنيل حقوقهم المشروعة.. وتضامننا معهم لتحقيق مطالبهم العادلة.. ونستنكر ونُدين بأشَّد العبارات، العنف الدموي والقمع اللَّذيْن تُمارسهما الأجهزة الأمنية العراقية ضدهم... كما نطالب الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الحقوقية الأممية بالتدخل السريع لوقف إبادة الشعب العراقي من طرف نظام العمالة والمحاصصة الطائفية والفساد، والعمل لسحب المليشيات الإيرانية التي تمارس الإرهاب والقمع ضد أبناء العراق..
إن ما يجري للمتظاهرين السِّلميِّين من قتل وقمع رهيب، يجب أن يتوقف فورًا.. ولن ينفع نظام العمالة والمحاصصة الطائفية والفساد تعطيله لخدمات الإنترنت لأنَّ المُنتفضين ينجحون دوما في ابتكار أساليب أخرى للتواصل.. ولأنَّ الاحتجاجات لن تتوقف قبل أن تَكْنِسَ آخر فلول قوى الغزو والاحتلال وعملائهم وأذنابهم في بلاد الرافدين..وسيُطرد من العراق الجنرال الإيراني قاسم سُليماني، الحاقد على عراق القادسية الثانية، كما طُرِد قبله الحاكم الأمريكي بول أبريمر، خاصة بعد أن شاهدنا المتظاهرين وهم يحرقون العلم الإيراني في النجف لأول مرة..
وسيبقى الشعب العراقي العظيم.. وقُواه الحيَّة وطلائعُه الثوريَّة المجاهدة، المُلتفَّة حول الرفيق المجاهد عزَّة إبراهيم الدُّوري، سندًا وفخرًا للشباب المُنتفض.. بهم يصول ويجول.. وسيظل العراق يُقاتل بشبابه ونسائه.. وبعماله وفلاحيه ومثقفيه وجنوده وضباط جيشه.. وبعشائره.. ووجهائه وعلمائه، مُستلهما من سجله التاريخي المجيد: ثورة 1920 ضد الإنجليز، وثورة 14 تموز 1958، وثورة 8 شباط/رمضان 1963، وثورة 17-30 تموز 1968 المجيدة، حتى يحقق النصر المظَفَّر على الأعداء والعملاء والخونة.. وسيعود العراق العظيم إلى محيطه الطبيعي.. ومكانته العزيزة في قلوب العرب جميعا..
الرأي السياسي
أنواكشوط، 10 صَفَر 1441هـ الموافق 9 أكتوبر 2019م