البواسير مشكلة شائعة، ويعاني منها كثيرون، وهنا يتساءل البعض هل هناك طرق للتعايش مع البواسير؟ ويفهم من هذا السؤال ألا يقوم المريض بإجراء جراحة للبواسير، وأن يستعمل علاجات منزلية أو علاجات خفيفة. ونقدم لك هنا الإجابة.
البواسير هي أوردة ملتهبة ومنتفخة في منطقة الشرج والجزء السفلي من المستقيم، ويسببها حصول ضغط كبير في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى تمدد الأوردة الدموية وانتفاخها. ومع أن كثيرين يظنون أن الفلفل الحار والأطعمة المبهرة هي المسؤولة عن البواسير فإنه لا دليل علميا على ذلك.
وهناك نوعان من البواسير، الداخلية، وتكون في داخل المنطقة السفلية من المستقيم، وعادة فإن الشخص لا يراها أو يشعر بها، ولكن عملية التبرز والضغط والشد خلالها قد تخدش وتجرح الأوردة المنتفخة مما يؤدي إلى نزفها، كما قد يقود ذلك إلى هبوطها من فتحة الشرج، أي خروج البواسير وتدليها خارج الشرج، مما قد يسبب الألم.
أما البواسير الخارجية فتوجد تحت الجلد المحيط بفتحة الشرج، وعندما يتم خدشها فإنها قد تجرح وتنزف.
وعندما تواجه الأوردة في منطقة المستقيم السفلية والشرج ضغطا فإنها تتمدد، وقد تتورم وتنتفخ. ولذلك فإن البواسير تحدث عندما يرتفع الضغط الواقع على الأوردة في الجزء السفلي من المستقيم.
وقد تستمر البواسير لفترات زمنية مختلفة، إذ لدى بعض الناس تزول البواسير من تلقاء نفسها بعد بضعة أيام، وفي حالات أخرى تتفاقم.
ويعتمد ما إذا كان الشخص يمكنه التعايش مع البواسير على الحالة نفسها، فالبواسير الخفيفة قد تزول دون أي علاج في غضون بضعة أيام. بالمقابل قد تستغرق البواسير الخارجية الكبيرة وقتا أطول للشفاء وقد تسبب ألما.
ونقدم هنا خطوات للتعامل مع البواسير، من الخفيفة حتى الحالات الشديدة:
1- البواسير الخفيفة لا تحتاج إلى علاج وسوف تختفي من تلقاء نفسها في غضون بضعة أيام، وخلال هذا الوقت يجب على الشخص الراحة وتجنب القيام بأي شيء يجهد أو يضغط على المنطقة.
2- يمكن استعمال العلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لبعض الأشخاص، وذلك لتخفيف الحكة في المنطقة وعدم الراحة.
3- تناول الأطعمة الغنية بالألياف بكثرة وشرب الماء الكثير لتليين البراز، مما يسهل التبرز دون الحاجة للشد والضغط من قبل الشخص.
4- عدم تأخير الذهاب للتبرز.
5- الاستحمام بانتظام.
6- غسل فتحة الشرج برفق في الحمام بعد كل عملية تبرز، أو باستخدام مناديل مبللة للحمام.
7- عمل مغطس ماء دافئ لتخفيف الأعراض.
8- الجلوس على ثلج لتخفيف الألم أو الانزعاج.
9- ممارسة الرياضة بانتظام للمساعدة في تحفيز حركة الأمعاء وتسهيل التبرز.
10- تجنب أخذ الهاتف الذكي أو الصحيفة إلى الحمام، وذلك لتقليل الوقت الذي يقضيه الشخص في الحمام وتقليل الضغط على منطقة الشرج.
إذا كانت العلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية غير كافية، فعندها يمكن للطبيب وصف المراهم الأكثر فعالية. أما إذا كان الشخص يعاني بشكل مستمر من البواسير، أو لديه مضاعفات مثل وجود دم في البراز، فيجب مراجعة الطبيب للفحص والتأكد من عدم وجود أسباب أو أمراض أخرى تؤدي إلى النزف أو المضاعفات.
إذا لم تتحسن البواسير، واستمرت الأعراض، فهناك خيارات للتعامل معها، مثل:
1- ربط الشريط المطاطي Rubber band ligation، وهو الإجراء غير الجراحي الأكثر شيوعا لإزالة البواسير، حيث يقوم الطبيب بوضع شريط صغير محكم حول البواسير لقطع الدورة الدموية عن الأنسجة والسماح لها بالنزول.
2- حقن دواء كيميائي في البواسير لتقليصها Sclerotherapy، وأيضا يمكن استخدام الحرارة أو الضوء أو التجميد لتحقيق ذلك.
3- الاستئصال الجراحي، الذي يوصي به الأطباء فقط في الحالات التي لا تستجيب فيها البواسير للوصفات المنزلية أو العلاجات الأخرى، وعادة ما تكون الجراحة ناجحة وتمنع البواسير من العودة.
المصدر : الجزيرة نت