جمعة, 09/08/2019 - 00:58
وراء القضبان وخلف الأبواب المغلقة قلوب تئن وعيون تدمع حسرات وندم ذكريات الذل والتشرد وقصص الخوف والرعب في مستنقعات المخدرات يتذكر الأهل والأقران وخلف الظنون يسأل نفسه عن عواقب اتباع أقران السوء وعقوق الوالدين وهو يقول رب ارحمني فاعتبروا يا أولي الأبصار ..
سلسلة حوارات صحفية من وراء القضبان تنقلها لكم صفحة الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لمن وقعوا في دائرة الضياع وعالم المخدرات وكان هذا الحوار
- كيف كانت بداية المشكلة ؟
-بسبب الظروف القاسية والفقر والبحث عن سعادة حرمت منها وكنت احلم بها منذ طفولتي وكانت البداية على فترات مع أصدقاء السوء حتى اعتمدت على نفسي متعاطيا ومروجاً.
- وهل هذه المرة الأولى لدخولك السجن ؟
-كلا دخلت السجن سبع مرات وكانت جميعها تعاطي مخدرات إلا واحدة كانت بسبب السلب من اجل توفير جرعة سم احتسيها .
- ماهي المادة التي كنت تتعاطاها.
- الكبتاجون والحشيش والكحول .
- منذ متى بدأت التعاطي ؟
- منذ أربعة عشر عاماَ وتحديدا في عام 1417ه
- ألم تبحث عن علاج خلال هذه الفترة ؟
- لا فكيف ابحث عن علاج وأنا بنظري لست مدمناً ولا اشتكي من أي شيء فهي بالنسبة لي مصدر سعادة ولو كنت اعلم أيضا أن هناك فرصة علاج لما ذهبت خوفا من الفضيحة وحتى لا أدين نفسي بالجرم المشهود .
- أين أسرتك من كل هذا ؟
-والدي ووالدتي منفصلان منذ زمن وأنا أعيش مع والدتي .
- هل يقومان بزيارتك خلال سجنك هذه المرة وفي المرات السابقة ؟
- في المرات السابقة كانت والدتي هي من تقوم بزيارتي وعلى فترات إلا هذه المرة لم تساعدها صحتها على الزيارة وأنا اقدر لها ذلك وأسال الله أن يهديني ويقدرني على رد الجميل لها فكم من مرة عانت وكفكفت دموعها من عقوقي لها وهي تصارع حزنها وهمها من اجل حرصها عليّ وتدعو لي بالهداية .
- هل أنت متزوج ؟
- لا
- ألم تفكر بالزواج ؟
- التفكير موجود وأنا احلم كغيري بأن تكون لي أسرة وأولاد يملأون عليّ حياتي ولكن أين المادة التي تساعدني على الشروع فيه والبحث عن زوجة ومسكن .
- كيف حالتك المادية ؟
- سيئة جداً؟
- السبب ؟
- تعاطي المخدرات التي استنزفت مني كل شيء وجعلتني لا أتعفف عن سرقة أي شيء لتأمين جرعة قاتلة . يعود عليك الهم والحزن بعد انتهاء مفعولها .
- هل لي معرفة مستواك الدراسي ؟
- الشهادة الابتدائية وبتقدير ضعيف.
- هل سبق لك العمل ؟
- نعم عملت في أحد القطاعات الخاصة لمدة أربع سنوات وتم فصلي بسبب التعاطي والغياب المتكرر.
- يا ترى ما هي محطة الندم في حياتك ؟
- المحطات كثيرة منها ضياع مستقبلي وفصلي من عملي وعقوقي لوالدتي وحريتي التي جعلتها حبيسة خلف القضبان ضاعت بسببها سنوات عمري وهذه نهاية المخدرات دون مبالغة تعاسة وبؤس وانحطاط وضياع .
- هل مررت بموقف صعب أثناء التعاطي ؟
- كثيرة وأشدها وفاة أحد أصدقائي كما ذكرت لك سابقا وهو يتعاطى ، وكان وحيد أهله ومدللا ويخافون عليه أكثر من أنفسهم ولن أنسى ذلك اليوم المشئوم وفاجعة والدته.
- إذاً ليس لديك خلفية عن المآسي والقصص جراء التعاطي؟
- بلى ووفاة صديقي خير شاهد وهناك مآسٍ سمعتها من النزلاء أنفسهم وفيهم من عاشها ومازال يتجرع مرارتها .
- مثل ماذا ؟
- مثل هتك عرض المحارم والاغتصاب والسرقات واللواط والعياذ بالله وكلها بسبب المخدرات .
- هل للسجن دور في إصلاحك ؟
-لأكون صادقا معك قبل لم يكن له دور، لأنني ادخل السجن وأنا في بالي الاستمرار بالتعاطي لأسباب منها المراهقة وعدم وجود الموجه وكثرت أصدقاء السوء من حولي . أما الآن فقد وصلت مرحلة القناعة وتأنيب الضمير واخترت طريق العودة للحق إن شاء الله .
- ماهي بنظرك البرامج التي استفدت منها داخل السجن ؟
- دورة المصانع وأقدمت عليها وحريص على مواصلة تدريبي بها لعلها تساعدني في البحث عن وظيفة بعد الخروج .
- ماذا فقدت بالسجن ؟
- كل شيء الحرية التي ينعم بها كل طليق فهناك فرق بين أن تعمل ما تريد وبين أن تعمل ما يريده غيرك .
- هواجسك الأكثر التي تنتظرك بعد خروجك؟
-الاستقرار النفسي والأسري والاهتمام بوالدتي ورعايتها ، وان أكون عضوا نافعاً بالمجتمع .
- ماذا تتوقع من المجتمع بعد خروجك ؟ القبول أم الرفض ؟
-بالطبع نظرات رفض، وهي التي ربما ستجعلني ارجع للتعاطي لا سمح الله ، ولكن لدي نية صادقة بالتوبة والاستمرار وقد اتخذت قرارا بعد الخروج بالرحيل عن هذه المنطقة ولكي أغير الأصدقاء وأعيش بمجتمع لا يعرف عن ماضيّ الأسود شيئا لعل هذه الخطوة تساعدني إن شاء الله بالاستمرار بالتوبة وصدق نيتي والله على ما أقول شهيد.
المصدر هنا