إن الذين يُـنَصبون أنفسهم حراسا للديمقراطية يقعون في النزق والتطرف الشديد وهم يسعون بجهدٍ منهكٍ إلى فرض الوصاية على عقول الناس .. إنهم يقعون في التناقض الصارخ مع المبادئ الديمقراطية التي يغتالونها في اليوم ألف مرة من خلال ممارساتهم وأفعالهم المفرطة في الانتصار للمصالح الشخصية الضيقة ..!
إن الديمقراطية تفترض الاعتدال ، وبدون الاعتدال لا يمكن الوصول إلى جوهر الديمقراطية ، وسيظل دعاة عدم الاعتدال والتطرف عالقين في وحل من الأفعال والتصرفات الغوغائية ، رافعين شعار حماية النصوص الوضعية التي يعتقدون أنها تستطيع الصمود في وجه إرادة الشعب الذي هو أصل الديمقراطية ومصدر التشريع الوحيد ..
لم يكد وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ ، ينهي تصريحه بخصوص تمسك الشعب الموريتاني بقائد مسيرة البناء والتعمير فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، حتى ثار سيل من الدموع وضربت موجة من كوابيس الظهيرة مضاجع القوم فقاموا فزعين إلى مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الانترنت يذرفون الدموع ويندبون حظهم العاثر ..!
كل هذا الألم والإحباط الذي عبر عنه نشطاء المعارضة ليس لشيىء سوى أن غالبية الشعب الموريتاني أعلنت تمسكها بكل حزم وقوة بمشروع الإنجازات الكبرى ومسيرة البناء والتنمية الشاملة التي يقودها بكل جدارة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز .
نعم؛ نحن متمسكون بهذا النظام لعلمنا أنه ليس ناقما أو حاقدا على هذا الوطن الذي ظل لعقود من الزمن تتقاذفه أمواج الإهمال وسوء التسيير ، وغياب الرؤية والتخطيط للمستقبل ، ولعن الماضي ، وإهمال الحاضر ..
اليوم نحن راضون وفخورون بما حققته موريتانيا المتصالحة مع ماضيها المجيد ،المتفائلة بمستقبلها الواعد ، ولن نقبل أن تتوقف المسيرة وسنمارس حقنا الديمقراطي في التعبير عن خياراتنا وسيكون ذلك وفق الآليات والأصول الديمقراطية ، ولسنا مستعدين لفرض الوصاية أو ممارسة الإرهاب الفكري من أي أحدٍ أحرى أن نقبله من تلك الأحزاب التي لم تعرف يوما واحدا ممارسة الديمقراطية ، بل أضحى معظمها أحزاب مناسبات سياسية تدار من أشخاص يرفضون تغيير أنفسهم ، وبعضها الآخر يدار بفكر المرشد الذي اجتاح بعض البلدان في محيطنا القريب ونشر فيها الخراب والدمار، وتلك بضاعة تعافها نفوسنا..
خلال العشرية الأخيرة تغيرت أمور كثيرة وباتت أولويات دِول وشعوب العالم تتجلى في البحث عن الأمن والاستقرار وبسط السكينة والعمل على كسب رهان التنمية ، ولم تعد تلك الشعارات البراقة التي يرفعها انتهازيو السياسة تخدع أحدا ، ولعل من تلك المصطلحات والشعارات التي مضغها الزمن المصطلح الهلامي "التناوب على السلطة" ..!
فماهي آليات ذلك التناوب وهل يفرض هذا المفهوم مغادرة النظام للسلطة والتنازل للمعارضة من أجل تحقيق أحلامها الخاصة وفي المقابل نقضي على أحلام غالبية الشعب ومصلحة الدولة في التطور والبناء ..؟
إن خلاصة الهدف الذي تسعى إليه معارضتنا هو أن يغادر النظام السلطة وهو مطلب قريب من شعار الرحيل وخيار المقاطعة الذي تبنته بعض معارضتنا خلال السنوات الأخيرة ، إذن ليس الهدف تنمية الديمقراطية ولا تحقيق الاستقرار اللذين هما جوهر العملية الديمقراطية من أساسها ، وبهذا المنطق السقيم والفهم الغريب فإننا أمام مجموعة من الانتهازيين و أصحاب المصالح الشخصية الذين لا يولون كبير اهتمام للمصالح الوطنية الكبرى ، وفي ظل هذه الوضعية غير الأخلاقية وغير الديمقراطية يحق للشعب بل ويجب عليه أن يتصدى بشكل حاسم وقاطع لتلك الأطماع البعيدة كل البعد من الحكمة والعقلانية التي يفترض أن تحكم تصرفات وأفعال النُخبِ السياسية .