مركز مبدأ ينظم ندوة حول الأمن و الاستقرار في منطقة الساحل..الأبعاد و الانعكاسات- صور

جمعة, 26/09/2025 - 00:57

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ) مساء الخميس 25 سبتمبر 2025، ندوة دولية بعنوان “الأمن والاستقرار في منطقة الساحل.. الأبعاد والانعكاسات”، وذلك بفندق موريصانتر بنواكشوط.

 

وفي كلمته الافتتاحية، رحب مستشار رئيس المركز، د. أحمد جدو اعليه، بالحضور، مؤكداً أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الندوات العلمية والفكرية التي ينظمها المركز لطرح مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وفتح النقاش أمام جميع الأطراف الحكومية والمدنية في منطقة الساحل، إدراكاً لأهمية الحوار وتكامل الأدوار خدمة للصالح العام وتعزيزاً لقيم التعاون والشراكة.

 

وأضاف أن الندوة تندرج في إطار مواكبة المركز المستمرة للوضع الأمني والسياسي في المنطقة، في ظل ما تشهده من أزمات وانتشار للجماعات المسلحة وتنامي شبكات الجريمة المنظمة وتفاقم الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية، رغم محدودية المقاربات الأمنية التقليدية، ما يفرض البحث عن رؤى أكثر شمولية تدمج الأبعاد التنموية والسياسية والاجتماعية.

 

بعد ذلك، أحال ولد اعليه الكلمة إلى رئيس الجلسة، د. عبد القادر محمد، الأمين العام لوزارة التهذيب الوطني، كاتب دولة مكلف بشؤون المغرب العربي، الذي شدد على أهمية هذه الندوة في ظل الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية التي تعصف بالمنطقة، مؤكداً أن الحوار وتبادل الأفكار بين الخبراء والمفكرين يمثلان نهجاً ثابتاً لمركز “مبدأ”.

 

واستمع المشاركون في بداية الندوة إلى مداخلة الباحث في قضايا التطرف العنيف بالساحل وإفريقيا الغربية، السيد المختار أوفى من فرنسا، الذي قدم مداخلة تأطيرية للندوة سلطت الضوء على الأبعاد التاريخية والاجتماعية للأزمة في الساحل والصحراء.

مؤكدا إن الأزمات التي يعيشها الساحل متعدد الأبعاد والأسباب ولايمكن ردها لعامل واحد.

وأضاف أن المظلمات التاريخية تخلق بيئة خصية للثورة وعدم الاستقرار في المنطقة، معتبرا أن المناطق الريفية عامة والحدودية منها خاصة هي الأكثر تضررا وتعرضا لمظاهر عدم الاستقرار.

كما قدم الكاتب والباحث المتخصص في قضايا الساحل والصحراء، الأستاذ محمد محمود أبو المعالي، ورقة علمية حول الحركات الجهادية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وانعكاساتها الأمنية والاجتماعية على شعوب المنطقة، مشيراً إلى تنوع الجماعات المسلحة بين من يصنف كتنظيمات إرهابية وأخرى جهادية، مما يصعب عملية تعريفها وتصنيفها.

 

بدوره، تحدث الفقيه والداعية د. علي عثمان سنكري عن أهمية الدعوة الميدانية وتوعية المجتمعات المحلية في تحصينها من الأفكار المنحرفة، مبرزاً دور الدين والشريعة في ضمان السلم الاجتماعي وحماية الناس من السلوكيات الضارة. وأكد أن الخطاب الديني يجب أن يكون وسطياً معتدلاً وفق نهج السنة النبوية، بما يضمن الحقوق المتساوية ويعزز الأمن والاستقرار بين مختلف المكونات.

 

ومن بريطانيا، عبر تقنية الفيديو، تناول الخبير في قضايا الساحل والصحراء الكبرى، الأستاذ أكلي شكا، أوضاع الطوارق في ظل الصراعات والانتهاكات بالمنطقة، مركزا على أن أصل الأزمة مظلمة منطقة أزواد معتبرا أنها السبب في تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية.

مؤكدا أنه مالم تحل هذه المظلمة ويتمتع سكان المنطقة بحقوقهم لن يكون هناك استقرار ولاتنمية في المنطقة.

 

وقد شهدت الندوة مشاركة واسعة من أكاديميين وباحثين وأساتذة ونشطاء في المجتمع المدني، إضافة إلى محاضرين ومشاركين عن بعد، قبل أن تختتم أعمالها بالنقاش والإجابة على أسئلة الحضور وتقديم مقترحاتهم وآرائهم حول الموضوع.

تصفح أيضا...