ابتكار جديد « للتحنيط » يعيد أمجاد قدماء المصريين

سبت, 31/03/2018 - 05:25

المصريون القدماء هم اول من عرفوا الطب فى العالم وقاموا بتحنيط وحفظ موتاهم من آلاف السنين، ثم تتابعت وتطورت طرق التحنيط المختلفة باستخدام المواد الكيميائية من اهمها «الفورمالين» وفى عام 1978 طور دكتور فون هاجن بالمانيا طريقة التحنيط الى طريقة جديدة اطلق عليه «تقنية البلستكة» إلا أن تلك الطريقة باهظة التكاليف إذ تحتاج بنية تحتية، وأجهزة وتستخدم كيماويات مستوردة مجهولة التركيب، حتى جاء الدكتور فوزى عبدالحكيم النادى الاستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة  الذى قام بتطوير طرق التحنيط   باستبدال الكيماويات المستوردة بأخرى مصرية، وبأقل تكلفة، وبالاستغناء عن الأجهزة والمعدات الباهظة التكاليف تماما .

فى البداية يقول الدكتور فوزي: ان «تقنية النادي» التى سميت على اسمه يتم فيها الحصول على الأعضاء من مصادر أخلاقية، ويتم تثبيتها مبدئياً باستخدام الفورمالين ، ثم يتم تشريحها وتمريرها فى أحواض بها أسيتون، حتى يتم نزع الماء من الأنسجة على عدة مراحل ثم يتم استخراج الأعضاء من الأسيتون ووضعها فى جلسرين ليحل محل الأسيتون داخل الأنسجة والخطوة الأخيرة هى إخراج الأعضاء وتجفيفها. واضاف النادى ان جميع الخطوات تتم فى درجة حرارة الغرفة والأعضاء الناتجة ذات جودة عالية، ورائحتها مقبولة، طرية ويمكن استكمال تشريحها وتبقى سنوات. 

ويشير استاذ الطب البيطرى بجامعة القاهرة الى ان هذا الابتكار له فوائد عديدة للطلاب والباحثين، ويحافظ على البيئة نظيفة، والأهم هو الرحمة بالحيوان من خلال تقليل استخدام الحيوان لدرجة كبيرة فى التدريب والتشريح والبحث العلمي.  واوضح ان العينات والنماذج المحفوظة بتقنية النادى تضمن سلامة العينات من الأمراض.. ويأمل الدكتور فوزى أن يتم توزيع تلك النماذج على المدارس لما لها من فوائد جمة فى فهم واستيعاب المواد العلمية البيولوجية. (القلب والجهاز العصبى والهضمى والتنفسى إلخ) . من ناحية اخري، يقول الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة ان مشروع تحنيط الاعضاء الحيوانية والبشرية من المهم تحويله الى مشروع انتاجى لتقديم بدائل تعليمية لكليات الطب البيطرى والبشرى والصيدلة والاسنان، خاصة ان هذا الابتكار نجح فى تحويل الاعضاء الحيوية الى مادة «كوتشية» يمكن استخدامها فى الاغراض التعليمية. واضاف قائلا: « اذا نجحنا فى انتاج هذا الابتكار بالتعاون مع وزارات الدولة المعنية فسيؤدى ذلك إلى زيادة الدخل القومي».

الأهرام

تصفح أيضا...