أرَدْناها مدينة، وأرادتْها الأقدار قرية، أرَدناها عاصمة، وأبت أن تسمو لأرفع من عشوائية كبيرة تعيش انعزالا نفسيا وجماليا. .. تلك هي انواكشوط المُهانة بنا، اختلال في ضربات القلب وموت في الأطراف.
بخَجَلٍ أقسمتِ المدينة المُغتمَّة ذات إرادة أنْ تتَنظَّفَ فاتَّسخت، وأنْ تتمدَّنَ فتريَّفَت، وأن تتجمل فتبشَّعت،.. ولمَّا اطمأنت إلى كونها مُتخاملة عن امتلاك ذاتها، صارت تستفتي العابرين فوقها بالجِزَم عن كفَّارة القَسم، صارت تستحي من الأعذار الجُزافية، فكل أعذارها كاذبة..
أتأمَّلتها اليوم في عقدها السابع، وهي ترنو إلى أن تكون مدينة ذكية، قفزة خيال في المُحال!،..
جميل! .. ، نحن عمليًّا في عصر (IA)، فهل عقلت انواكشوط أنّها فعلاً كانت غبية أكثر من مرة، وأنّها غدت غبية أكبر من المعدل المسموح، وأنها تَوانَت عن زمانها فعاشت في غربة؟
ضاعت منِّي بعض الحروف وأنا أحاول تجميعها لكتابة هذه السّطور، أفاوِضُ أفكاري، وأفوِّضها التعبير عنِّي وعنها فتتلكّأ،.. تَجلدني ذكريات أمل قديم في المدينة، ذكريات راحت تحجبها النظرة الفارغة وتكسرها.
ما من شيء يستحق الحياة في انواكشوط اليوم،.. احتلال الأجانب، التَّوجس في كل خطوة، مضايقات أمن الطرق المُضاءة، المدارس الجاهلة، المستشفيات البائسة، الأسواق السائبة، والمرتبة ما قبل الأخيرة من كل تصنيف في أيِّ شيء.
حُقَّ للمدينة أن تبحث عن ملجأ لأمراضها في الذّكاء بعد أنْ انقطع بها الرجاء بين الغباء والرّياء،.. لكنه أقرب لإعطاء مصل مُنعش لميت بالسكتة .. اللهم إلاَّ إذا كان للمصطلح قصد عُدِل به عن وجهه.
تحياتي.
الدهماء ريم