القدس العربي: أعلن البنك المركزي الموريتاني الأربعاء، عن افتتاح بوابة له داخل سوق لندن للأوراق المالية، (London Stock Exchange)، في حدث وصف بأنه «بالغ الأهمية».
وخلال حفلة افتتاح البوابة، شكر محمد الأمين ولد الذهبي محافظ البنك المركزي الموريتاني، جوليا هوكيت الرئيسة والمديرة التنفيذية لسوق لندن للأوراق المالية، على خطاب الترحيب الذي قدمته له وعلى ما أولته من أهمية لدخول موريتانيا إلى بورصة لندن».
وعبّر في كلمته عن «تطلعات موريتانيا لتعزيز الشراكات الاقتصادية والمالية مع المؤسسات الدولية الرائدة»، مشيرًا «إلى أهمية هذه الشراكات في دعم مساعي البنك المركزي لتطوير وتحديث القطاع المالي في موريتانيا». وتضمن برنامج حفلة افتتاح البوابة، سلسلة من العروض قدمها خبراء من بورصة لندن، ركزت على قضايا حيوية مثل الأسواق النقدية، وتحليل البيانات الاقتصادية، ودور الذكاء الاصطناعي في التوقعات المالية.
وتناولت العروض أيضاً موضوعات تتعلق بأسعار الفائدة وأسواق الصرف، وإبراز أهمية التكنولوجيا المتقدمة في تحسين أداء الأسواق المالية.
ويندرج افتتاح بوابة البنك المركزي الموريتاني في بورصة لندن ضمن زيارة يقوم بها محافظ البنك للعاصمة البريطانية لندن هذه الأيام، من أجل تعزيز التعاون بين البنك المركزي الموريتاني وبورصة لندن للأوراق المالية، خاصة في ظل الجهود الجارية لإنشاء سوق نواكشوط للأوراق المالية.
وتهدف هذه الشراكة إلى تحسين البنية التحتية المالية لموريتانيا وتعزيز قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية.
والتقى محافظ البنك المركزي الموريتاني الأربعاء، بكبار المسؤولين في بنك إنجلترا، حيث ناقش معهم سبل التعاون في مجالات إدارة الاحتياطيات النقدية وتطوير السياسات المالية.
ومن المتوقع أن يلتقي اليوم الخميس عددًا من المسؤولين في وزارتي المالية والشؤون الخارجية بالمملكة المتحدة لمناقشة أطر جديدة للشراكة المالية والاقتصادية.
وتهدف الشراكة بين البنك المركزي الموريتاني وسوق لندن للأوراق المالية إلى تحقيق عدة فوائد استراتيجية بالنسبة لموريتانيا، من أبرزها نقل الخبرات العالمية في مجال الأسواق المالية وإدارة الأصول، وجذب الاستثمارات الأجنبية: توفير بيئة موثوقة لجذب رؤوس الأموال والمستثمرين إلى موريتانيا، ودعم إنشاء سوق نواكشوط للأوراق المالية كخطوة نحو تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية.
ومن مزايا هذه الشراكة كذلك، توظيف التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل الأسواق وتعزيز الشفافية المالية.
وتُعدّ هذه الزيارة خطوة مهمة في استكمال مشروع إنشاء سوق نواكشوط للأوراق المالية، الذي يُتوقع أن يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الاستثمارات وتنويع الاقتصاد الموريتاني.
ويأمل البنك المركزي الموريتاني أن تسهم شراكته مع بورصة لندن في نقل الخبرات والمعارف اللازمة لإنجاح هذا المشروع الطموح.
ويمثل افتتاح سوق لندن للأوراق المالية من قبل محافظ البنك المركزي الموريتاني إشارة قوية إلى التزام موريتانيا بتطوير نظامها المالي وتعزيز حضورها على الساحة المالية الدولية.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في تحسين مناخ الاستثمار في موريتانيا، وتوفير بيئة مالية متقدمة تدعم التنمية الاقتصادية المستدامة، ما يجعل موريتانيا شريكًا موثوقًا على الخريطة الاقتصادية العالمية. وجاء افتتاح بوابة مالية في سوق لندن أسبوعاً بعد مصادقة البرلمان الموريتاني على قانون يتعلق بعصرنة أسواق رأس المال، وهي العصرنة التي أكدت وزارة الاقتصاد والمالية الموريتانية أن لها عدة فوائد، منها: النفاذ إلى رأس المال على المدى الطويل، وتحفيز الادخار، وتقليل تكاليف التمويل، وتحفيز الاستثمار الأجنبي، فضلاً عن تشجيع الشفافية والحوكمة المالية.