يمارس يربى ولد لمغلف، عمله الدائم، كحارس لهوائي شنقيتل (ركيزة الشبكة) بقرية التواجيل, منذ سنوات، حيث يعمل ليل نهار، كبلة أيام الأسبوع و دون راحة.
و يقول الرجل الستيني، في تصريح لمراسلون، إن صعوبة الظروف جعلته يقبل بهذه الوظيفة رغم ضعف عائدها المالي (3.500 أوقية و شهريا) و مشقت مزاولتها، إذ أنني أعمل في النهار و في الليل و دون راحة اسبوعية، يقول يربى و هو يرتب "مواعين" الشاي، مشروبه المفضل، مشيراَ إلى ان الراتب في بعض الأحيان لا يكفي الشاي، فأنا اشربه عدة مرات يوميا و به استقبل ضيوفي و زواري.
و عن مشغله، يقول يربى، إنه لا يمتلك عقد عمل، و إنما " قد اتصل بي في البداية، رجل طيب و اتفقا معاه على العمل في هذه الوظيفة و منذ ذلك الحين، أستلم راتبي دون تأخر و ارتاخ له، رغم قلتهم!
زملاء يربى حراس الهوائيات، بهذه المنطقة ،ليسوا أفضل حال منه، فكهم يتلقون نفس الراتب و نفس "الشفره" (إنعدام اللاستراحة)، يقول أحد احدهم، ضمته جلسة الشاي، التي اشتركناها مع يربى في مسكنه المحاذي للهوائي.
لم يكون يربى يعلم ان الراتب الاقل، هو 4.500 اوقية، و حين اخبناه، ضحك قائلا " هذا قاع الا واحد " اشرنا إليه بان الفارق يبلغ 100 اوقية، ازداد ضحكا : "100 لا تكفي لمصروف الشاي يوميا "
يذكر أن طريق نواكشوط-الزويرات يحوي عشرات الهوائيات و لكل منها حارس، يعمل ليل نهار، لكن برواتب مختلفة، حسب مصادر مطلعة، فمنهم من يتلقى 5.000 شهريا و منهم ما دون ذاك، مثل يربى، رب الاسرة (3.500 أوقية!)
باباه ولد عابدين - التواجيل (تيرس زمور) - مراسلون