شارك الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي في حلقة نقاش حول موضوع: “وضع أفريقيا على طريق الازدهار بالشراكة مع المؤسسة الدولية للتنمية” منظمة في إطار مؤتمر هامبورغ حول التنمية المستدامة 2024 المنعقد اليوم وأجاب الرئيس خلاله على سؤالين طرحهما الحضور.
أحد السؤالين تعلق بتقييمه للدعم الطموح الذي تقدمه الوكالة الدولية للتنمية في القرن 21 لتحويل المشهد التنموي في أفريقيا.
أما السؤال الثاني فقد طرحه برلماني ألماني، ويتعلق بطبيعة تدخل المؤسسة الدولية لمساعدة البلدان الأكثر فقرا لمواجهة التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي.
وخلال حديثه أكد ولد الغزواني أن موريتانيا تتأثر بشكل مضاعف بالآثار السلبية لتغير المناخ لكونها بلدا ساحليا ويشكل ارتفاع درجات حرارة المحيطات تهديدا لشواطئها كما أوضح أن موجات الجفاف المتتالية أدت إلى تحركات سكانية كبيرة وتمدد عمراني فوضوي ومتسارع مما شكل تحدياً حقيقياً للبلاد .
واعتبر الرئيس الموريتاني أن تمويل المؤسسة الدولية للتنمية في موريتانيا مكّن من وضع العديد من البرامج لمواجهة التحديات كدعم حماية التنوع البيولوجي الساحلي والبحري وتطوير تقنيات الزراعة والري المرنة وتمكين المجتمعات المحلية من خلال تطوير أنشطتها لكسب العيش.
وقال إن مشاريع أخرى للمؤسسة الدولية للتنمية قد ساعدت في دعم انتقال موريتانيا إلى الطاقة المتجددة.
وحول مشروع “بندا” لتحويل الغاز إلى كهرباء أمد ولد الغزواني أنه سيزيد بشكل كبير من قدرة موريتانيا على إنتاج الطاقة النظيفة و تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقال إن المؤسسة الدولية للتنمية قدمت الدعم لموريتانيا في وضع استراتيجية الهيدروجين الأخضر واعتماد المدونة والتفاوض على تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر في موريتانيا حيث الإمكانيات هائلة”.
و في رده على الاسئلة أكد الرئيس الموريتاني أن احتياجات إفريقيا التمويلية لتحقيق الأهداف الإنمائية لألفية التنمية وتنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي لعام 2063 كبيرة وتقدر مابين 194 و470 مليار دولار.
وحث الرئبس الموريتاني المانحين في يوليو 2021 على دعم تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية 20 لتعبئة ما لا يقل عن 90 مليار دولار أمريكي.
وأعرب ولد الغزواني عن ارتياحه للنتائج التي تحققت حيث تم تجديد موارد الوكالة الدولية للتنمية بما يصل إلى 93 مليار دولار، استفادت إفريقيا من 70% منها ومكنت من التخفيف من الآثار الكارثية لكوفيد-19 على اقتصادات هذه الدول مشيرا أنه رغم أن جائحة كوفيد-19 قد اختفت لكن آثار تغير المناخ تفاقمت وأن الوكالة الدولية للتنمية تلعب دورًا فريدًا في تمويل التنمية في إفريقيا حيث تعمل في 39 دولة.
وأضاف الرئيس الموريتاني الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي أنه على مر السنين استفاد 1.5 مليار شخص فقير من تمويل الوكالة بما في ذلك عدد كبير من أبناء القارة الأفريقية.
ودعا باسم إفريقيا إلى زيادة معتبرة في المساعدات الإنمائية خاصة تمويل الوكالة الدولية التي تعد إفريقيا المستفيد الأبرز منها.
وأكد ولد الغزواني في حديثه أن قارة إفريقيا تواجه أزمة ديون حقيقية تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2009 و2022 حيث ارتفعت من 220 إلى 655 مليار دولار مشيرا إلى أن الحد من مخاطر المديونية المفرطة للدول وخفض تكاليف التمويل يعتمد على الموارد الميسرة للمؤسسة الدولية للتنمية.
وزاد في ردوده أن الآثار السلبية لتغير المناخ لها عواقب سيئة في إفريقيا و أن التمويل في هذا المجال لا يرقى إلى مستوى التحديات.