..استيقظنا ذات فجر من عهد الشباب القريب من المراهقة علي اصوات الموسيقي العسكرية و علي البيان رقم 1 الذي أعلن الاطاحة بحكم أول رئيس للبلاد.. و رغم أن لا أحد يجهل أن ذلك الانقلاب كان وليد حرب لا طاقة لنا بها فان البيان المذكور ركز على ضرورة التخلص مما اسماه نظام الرشوة و علي ذلك النهج سارت إذاعة مورتانيا في برامجها لتبيين جرائم الحكم السابق بعد أن كان رأسه يدعي قائد الامة و ابنها البار..ثم دارت الايام بسرعة في تصفية الحسابات بين أركان النظام الجديد المنقذ من الفساد ...و بعد ما يناهز خمس سنين عجاف تم فيها " تطبيق الشريعة" علي صغار الجناة و نجي منها كبار الطغاة بدات ايام الرئيس معاوية بيوم مشهود خرج فيه علي الناس صحبة رفاق دربه و خاطبهم بكلمات معدودة بالفرنسية ام يبقي منها في مخيلتنا سوي الشعار الذي صاح به حين قال تسقط الرشوة ... A bas la corruption !
و بعد عشرين سنة في الحكم رحل معاوية و بقيت الرشوة بعده و خلفه قوم اقل ما قد يقال عنهم انهم لم يسلموا منها لا في ماضيهم معه و لا في ما عملوا من بعده ...ثم جاءت الحرب علي الفساد و على المفسدين مع رئيس الفقراء و العمل الإسلامي الذي شبهه التابعون بعمر بن عبد العزيز زماننا و بعد رحيله تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ..
و لذلك صار الحديث عن فساد السابقين مدعاة للريبة و للتندر .. لقد تشابه علينا البقر مع تعاقب الأحكام و عليه فان الحكم الحالي مطالب اولا و قبل كل شيء ان يوزع ما بين يديه بعدالة علي الشعب المحتاج و ان تكون الاستقامة المنشودة في التوزيع و حسن التسير و التوفيق في التعيين بالمناصب ..هي لون بقرة تعهداته ... فحين تثبت عدالته في الأمور المستعجلة ..ستسقط اوارق التوت التي تغطي عوورات المفسدين ...و سيكون حينها هنالك معني لمحاربة الفساد... و يكون للعهد معني ..
عبد القادر ولد محمد