زرنا كعادتنا في حملة "معا للحد من حوادث السير" مكان الفاجعة الأليمة التي وقعت يوم الأربعاء 17 مارس 2021 عند الكلم 82 على طريق الأمل، وهي الفاجعة أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى إثر تصادم سيارتي نقل من نوع "رينو".
كان منظر حطام السيارتين يوحي بقوة التصادم، لدرجة قد يُخيَّل فيها لمن مر بمكان الفاجعة في ذلك اليوم أن هذا الحطام ليس نتيجة لتصادم بين سيارتين، وإنما هو نتيجة لسقوط صاروخ عليهما!
كان هذا الحادث البشع والمؤلم نتيجة لأخطاء بشرية، فالمقطع الذي وقع فيه هذا الحادث كان في وضعية جيدة، فلا حفر، ولا ألسنة رملية، ولا منعرجات، ولا ارتفاعات أو منحدرات تحجب الرؤية.
في اليوم الموالي، أي يوم الخميس 18 مارس، وقع حادث سير آخر عند الكلم 160 على طريق الأمل، وتسبب في إصابة 5 ركاب بجروح متفاوتة الخطورة. هذا الحادث الأخير كان بسبب حفر أدت إلى انقلاب حافلة نقل صغيرة قادمة من "مدينة سيلبابي".
تتعدد أسباب حوادث السير، ولكن يبقى الموت واحد، وتبقى الحصيلة مؤلمة في كل الأحوال، وللحد من هذه الحوادث لابد من العمل على عدة محاور كنا قد أجملناها في عريضتنا المطلبية التي سلمناها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية لفخامة رئيس الجمهورية.
وهذا هو نص العريضة المطلبية مع بعض التعديلات التي استوجبتها الفاجعة الأخيرة.
1ـ المسارعة في إصلاح وترميم المقاطع المتهالكة من الطرق الحيوية، وتشييد طريق من اتجاهين على الأقل على المقطع (نواكشوط ـ بوتلميت)؛
2ـ توفير فرق إسعاف وإنقاذ بكامل التجهيزات على كل المقاطع الحيوية من شبكتنا الطرقية مع توفير طائرة إسعاف عسكرية للتدخل عند الاقتضاء؛
3ـ تفعيل نقاط التفتيش والصرامة في تطبيق قواعد السلامة المرورية؛
4ـ فرض المزيد من القيود في منح رخص السياقة، والعمل بأساليب التنقيط لسحب الرخص ممن يرتكب عددا معينا من المخالفات؛
5ـ توفير رادارات لمراقبة السرعة، وإجبار شركات النقل على وضع أجهزة مثبت السرعة في حافلاتها (90 كلم/ للساعة) مع ضبط وتنظيم حركة الشاحنات وتحديد أوقات معينة لتحركها، وخاصة على مقطع (نواكشوط ـ بوتلميت)؛
6ـ مراجعة مبلغ الدية، وتفعيل دور شركات التأمين؛
7ـ إطلاق المزيد من حملات التوعية والتحسيس. وهذه النقطة هي في غاية الأهمية، ولا يعني تأخيرها عدم أهميتها.
حفظ الله موريتانيا...
محمد الأمين ولد الفاضل
[email protected]