الثلاثون / محمد ولد إدومو ـ كاتب صحفي

أحد, 21/02/2021 - 12:58

حسنا في الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ ولا من أين أبدأ...

لا يتعلق الأمر بمظلومية قدرما يتعلق بغصة؛

غصة شباب أقاموا بباب الأمل ردحا من الصبر وما زالوا على بابه مقيمين.

 

بدأت القصة ذات يوم عندما أعربت الجمهورية الإسلامية الموريتانية عن حاجتها الماسة لاكتتاب موظفين بمؤهلات خاصة، "ينتشلون" قطاع الإعلام والاتصال من تخبطٍ مريب ومتراكم؛ يحملون همَّ التنظير و التخطيط لسياسات الدولة في مجال الإعلام، يديرون صورة البلد إعلاميا،  ويضعون الخطوط العريضة  للإعلام والعلاقات العامة في وزارت الدولة ومؤسساتها الكبيرة…

 

وعلى ضوء تلك الحاجة أعلنتْ الجمهورية، ثم امتحنتْ، ثم اختارتْ، ثم درّبتْ وكوّنت وصرَفَتْ مالاً وطاقةً وجهداً ثمّ خرجَّت واكتتبت ثلاثين موظفا برتبة كاتب صحفي، أعلى رتبة في الوظيفة العمومية...... وبعد ذلك تناست الموضوع تماما وأصبحت تتصرف كأن هؤلاء غير موجودين إطلاقا!

 

فهل تراها انتفَتْ الحاجةُ التي من أجلها اكتُتِبَ هؤلاء؟

 

أم أن الحاجة ما تزال موجودة كما كانت بل أكثر استفحالا ولكنّ "منظري الجمهورية" يؤمنون بحلول أخرى تكتفي بالقشور؟

 

أم أن الجمهورية ـ يا لحظنا العاثر ـ فقدت ذاكرتها ونسيت فيما نسيت أنها اكتتبت موظفين قبل سنوات وزودتهم بمفاتيح الحل، و"ركنتهم على جنب"؟

 

القصة التي بدأت من الذروة على غير عادة القصص، لم تكن جديرة بالمواصلة على ما يبدو؛ فبقيت الأحداث  تدور في الفصل الأول لم تستطع أن تبرحه، وكلما لاحت نافذة للخروج من عنق المربع الأول أغلِقتْ بيدٍ من فولاذ، وعاد "الثلاثون" يتقاسمون قِطَعِ الأمَلِ مجددا ويستبشرون باحتمالِ نافذة جديدة قد يتيحها الغدُ.... وهكذا!

 

في منتصف القصة الغرائبية تقرر الجمهورية أن تستفيد من "الثلاثين" كواقع وكنتوء وُجِدَ عرَضًا ويجب التعامل معه، فتسند إليهم بعض المهام هنا وهناك انتظارا لسخونة أملٍ أُخرِج لتوِّه من ثلاجة الوعود...

 

هل رأيتم يا ساداتي جمهوريةً ناضجةً تكتتب معلمين ثم تطلب  منهم العمل كممرضين أو تقنيِّي كهرباء؟! إنني أستفيد من المجاز هنا لأعطي صورة عن مصير الثلاثين... يا لكِ من طيبةٍ جمهوريتَنا المبجلة!

 

"الكتاب الصحفيون" سلكٌ غريبٌ و مُغَرَّبٌ بين أسلاك الوظيفة العمومية، 

منفيُّ دون جريرةٍ واضحة،

مهمشٌ رغم الحاجة إليه...

إنهم موظفون حكوميون مع وقف التنفيذ!

 

لست هنا بصدد تقديم بكائية ولا استدرار العواطف؛ إنها محاولة للصراخ مع زملاء جمعتنا مقاعد الدراسة، والحلم المشترك بخدمة الجمهورية الموريتانية وحين أدركنا الصبح ُوتبدت لنا الشمس آنَ إشراقها تداعت الأشياءُ كما تداعت أشياء تشينو أتشيبي...

 

#أنصفواسلكالكتاب_الصحفيين

تصفح أيضا...