كورونا في ألمانيا.. لماذا بقي معدل الوفيات منخفضا؟

خميس, 26/03/2020 - 10:47

يواصل العالم جهوده الحثيثة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19. ورغم أن عدد الإصابات في ألمانيا يضعها في المركز الرابع عالميا، فإن عدد الوفيات منخفض نسبيا مقارنة بالدول الأخرى، فما الأسباب؟

رغم كل الجهود المبذولة من الدول التي أصابها فيروس كورونا، تأتي الأخبار بما لا يدعو للتفاؤل.

ففي إيطاليا، وصل عدد الإصابات -بحسب آخر إحصاءات جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية- إلى 59,138 ألف حالة، منها 5476 وفاة.

أما في إسبانيا، فيقدر عدد الإصابات الإجمالية بـ28,768 ألفا، توفي منها 1772 شخصا.

وفي فرنسا توجد حتى الآن 16,018 حالة، توفي منها 764، وجميع الأرقام مصدرها جامعة "جونز هوبكنز" بتاريخ تحديث منتصف ليلة 23 مارس/آذار الحالي.

وعلى الرغم من أن ألمانيا تحتل المركز الرابع عالميا من حيث عدد الإصابات، بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، فإن عدد الوفيات مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى لا يزال منخفضا.

ويقدر معهد روبرت كوخ عدد الإصابات في ألمانيا بـ26,155 حالة، توفي منها 110 حالات (الأرقام طبقا لمعهد روبرت كوخ منتصف نهار 23 مارس/آذار).

التعرف على المرض مبكرا
يرجع عدد من الخبراء السبب إلى أن ألمانيا ما زالت في المرحلة المبكرة لانتشار المرض، بالإضافة إلى صغر سن عدد المصابين به مقارنة بالدول الأخرى. ففي ألمانيا يقول معهد روبرت كوخ إن نسبة 80% من إجمالي المصابين تقل أعمارهم عن ستين عاما.

كما أشارت فايننشال تايمز نقلا عن خبراء إلى أن الشباب الأصحاء الذين يصابون بكورونا يتعافون أسرع نسبيا من الأكبر سنا.

يضاف إلى ذلك قدرة ألمانيا على إجراء الفحوص المبكرة على الحالات المشتبه فيها.

في هذا السياق، يقول مدير معهد "روبرت كوخ" لوتار فيلر إن المختبرات الألمانية تجري نحو 16 ألف فحص في الأسبوع، وهو رقم أكبر من الفحوص الإجمالية التي قامت بها بعض الدول الأوروبية منذ بدء الأزمة.

كما أن وفرة المعامل والفحوص ساعدت ألمانيا في التعرف على المرض مبكرا، وبالتالي اكتشافه في الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أية أعراض، مما أدى إلى عزلهم وشفائهم قبل تطور المرض لديهم.

أحدث الأجهزة والمعدات الطبية
وقبل أزمة كورونا، كانت ألمانيا تتفوق أوروبيا في عدد أجهزة التنفس الصناعي وعدد الأماكن المتاحة بأقسام العناية المركزة في المستشفيات.

ففي حين توفر في ألمانيا حوالي 25 ألف سرير مع أجهزة تنفس صناعي في أقسام العناية المركزة، يوجد في فرنسا سبعة آلاف، وفي إيطاليا خمسة آلاف، وفي بريطانيا أربعة آلاف فقط، في هذه الأقسام، وذلك طبقا لما ذكرته محطة "إن تي في" (ntv) الإخبارية.

غير أن ألمانيا لم تكتف بذلك، حيث أعلنت عن مضاعفة أماكن الرعاية المركزة والأجهزة في المستشفيات لمعالجة الحالات الحرجة، بالإضافة إلى استخدام بعض الفنادق والصالات الرياضية كأماكن للعلاج إذا دعت الضرورة لذلك.

أرقام غير معروفة بعد
ويرجح بعض الخبراء الإيطاليين سبب انخفاض أرقام الوفيات في ألمانيا إلى عدم إجراء فحوص على من توفوا في الحجر الصحي.

وبحسب ما نشرته محطة إن تي في، فإن السلطات الألمانية لا تجري فحوصا على وفيات الحجر المنزلي، وبالتالي لا يدخل هؤلاء الأشخاص في الإحصاءات الرسمية. إلا أن معهد روبرت كوخ لا يرى ضرورة لإجراء هذه الفحوص بعد الوفاة، بحسب إن تي في.

وبالرغم من هذا النجاح النسبي، يحذر الخبراء من الإفراط في التفاؤل إزاء تطورات الفيروس في ألمانيا.

وفي هذا السياق، يشير الطبيب وعالم الفيروسات هانز غيورغ كرويسليش في جامعة "هايدلبيرغ" إلى أن ألمانيا ما زالت في المرحلة المبكرة من انتشار المرض.

ويضيف كرويسليش في تصريحات لفايننشال تايمز، أن "أغلب الإصابات ظهرت في الأسبوعين الماضيين، على الأرجح سنرى زيادة كبيرة في عدد الإصابات وبالتالي الوفيات في الأسابيع المقبلة".
 

كما نقلت محطة إن تي في عن خبراء قلقهم من تصاعد أعداد الوفيات مع انتقال العدوى إلى من هم أكبر سنا في الفترة المقبلة.

لكن ما يميز ألمانيا عن الدول الأخرى هو استعدادها المبكر، حيث صرح لوتار فيلر مدير معهد روبرت كوخ لفايننشال تايمز، قائلا "ما زلنا في البداية، أي لدينا الوقت لاتخاذ كافة الإجراءات لضمان علاج الحالات الحرجة في الوقت المناسب".

ففي الأيام الماضية، اتخذت ألمانيا إجراءات مشددة للحد من انتشار عدوى كورونا، وفي مقدمتها حظر التجمعات العامة لأكثر من شخصين، والتشديد على ابتعاد المسافات بين الأشخاص في الأماكن العامة.

المصدر : دويتشه فيلله

تصفح أيضا...