بدأت حياة جديدة تماماً بالنسبة لي بعد ديسمبر 1934. فقد كانت بداية المجهول بالنسبة لي, بداية دخولي معترك الحياة العصرية! لقد مكثت خمسة أعوام في مدرسة أبي تلميت، ونلت منها شهادة الدروس الابتدائية الأساسية الفرنسية العربية في يوليو 1939. وأذكر جيداً يوم دخولي المدرسة. كان ذلك قبيل الزوال بعد ساعات من مغادرة مخيم أبي الكائن وقتها بـ«عين السلامة» على بعد 10 كيلومترات إلى الشمال من أبي تلميت. وكان يرافقني «مسعود ولد هبول»، مرافق والدي الذي لا يفارقه. وقد قطعنا المسافة الفاصلة بين عين السلامة وأبي تلميت على ظهر جمل. وركب مسعود الرحل، وكنت رديفه.