تشهد موريتانيا منذ 2008 انقساما سياسيا حادا، ترتفع فيه وتيرة الصراع وتخبو من حين لآخر، وبذا يحقق الحوار جوهر الديمقراطية الذي هو إدارة الاختلاف، لكن يبدو أن الاختلاف عندنا لا تحده ثوابت مبدئية، فأغلب النَخب عبر العالم تتفق على الثوابت، لكنها تختلف على ما سواها.
تاريخيا انطبعت علاقات القوى السياسية في البلاد بالتشنج والمغالبة، ولذلك كانت عقيدة الاشتباك السياسي قائمة على المعادلة الصفرية، أي الربح المطلق أو الخسارة المطلقة، فتجاهل المغلوب إمكانية تحويل الخسارة إلى انتصار جزئي، وتغافل المنتصر عن مخاطر تحول الانتصار إلى خسارة في حالة عدم ترشيد مكاسب النَصر.