أصدر وزير الشؤون الإسلامية و التعليم الأصلي الشيخ الداه ولد سيدي ولد الطالب أعمر تعميما إلى كافة أئمة المساجد على عموم التراب الوطني أن الوزارة قررت تلاوة القرءان في المساجد على مدار الساعة
لقد اطلعت مثل غيري من المتتبعين للشأن الموريتاني علي نبأقطع قناة “الموريتانية” للفقرة الواردة على لسان الناطق باسم الحكومة السيد الوزير سيدي ولد سالم والتي جاء فيها أن الحكومة الحالية امتداد للحكومة السابقة ولنظام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، كما تابعت ردود الفعل المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي بين مستنكر، وناقد لتصريح السيد الوزير معبر عن أمله في قطيعة تامة مع النظام السابق، وبين منتقد لقطع السلطات الإعلامية للفقرة الخاصة بهذا التصريح.
في ثنايا تقييم الحكومة الجديدة، يستفيض الحديث، بشكل غير مسبوق، عن وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الاصلي، وعن وزيرها الجديد، الفقيه الشاب الضليع في تراث المحظرة؛ وقد اختلفت وتباينت وجهات النظر في تقاطعات ذلك الحديث، ولكل مسوغاته ومبرراته ومرجحاته ومرجعياته!
شخصيا لست معنيا بمن يشغل وزارة ما، لا بشخصه ولا بحسبه أو نسبه، ولا حتى بمستوى تحصيله العلمي، أو التزامه بالفروض الدينية العينية؛ بقدر ما يهمني الإنجاز الملموس الذي يتحقق بمعرفة الجميع في فترة هذا الوزير أو ذاك؛ لذلك فمن النادر جدا أن تجدني مهنئا أو مواسيا، في تعيين وزير، أو عزل آخر!
عرفته مباشرة ذات مساء في نزل و"لد ابدبه"،بمدينة أطار ،الكرام أهلها، عندما استقبلنا معشر الوفد المرافق للمرشح الرئاسي الزين ولد زيدان.
كنتُ "مستشارا للرئيس" وفي الجمع رفيق الدرب الكاتب محمد سالم الداه والدكتور محمد الأمين الكتاب السفير السابق، والمهندس الناني أشروقه مدير ديوان المترشح والوزير لاحقا.
كنتُ،كغيري، سمعت أخباره المدوية في محاكمة فرسان التغيير بواد الناقة وسجنه في القوارب لجرأته في مقارعة القضاة، في زمن حكم "يتعرق الظهر من رهبة منه وطمع فيه"..
صافحته واستمعت إليه مخاطبا أهل مدينته معرفا بمرشحه قائلا: "هكذا عرفتُ الزين والرائد لا يكذب أهله"..
معالي وزير الثقافة سيدي محمد ولد محم يقدم استقالته من الحكومة.
ما أعرفه يقينا لا تخمينا، أن الخاسر الأكبر هو الوزارة، فقد خسرت رزانة قل نظيرها، وأخلاقا عالية، وكفاءة مهنية، وحنكة سياسية، وقدرة على فرض احترامه حتى على خصومه.
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا..... ألا تفارقهم فالراحلون هم.