26 أبريل  / نيسان عام 2011 – قاعة المحاضرات الفنية بنادي ريال مدريد

 

توافُد من لاعبي ريال مدريد على قاعة الاجتماعات مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي لم يظهر حتى الآن في منشآت النادي، رغم تبقي 5 دقائق على بدء المحاضرة الفنية قبل يوم واحد على موعد الكلاسيكو المرتقب.

 

موعد تاريخي يجمع بين الريال وغريمه برشلونة في أعتى البطولات القارية، دوري أبطال أوروبا، وملعب سانتياجو برنابيو بانتظار الحدث النادر لاحتضان المعركة الأولى، قبل موقعة كامب نو بعدها بأسبوع واحد.

 

ثرثرة اللاعبين قطعها صوت مورينيو الغاضب، الذي بدا أنه دخل في مشاحنة مع أحد مساعديه قبل دخول القاعة.. هنا عمّ الصمت بعدما تجاهل البرتغالي تحية لاعبيه على غير عادته.

 

مورينيو يقف أمام رجاله والغضب باديًا على وجهه.. "هل علمتم ماذا ينتظركم غدًا؟ لقد أعدوا لهزيمتكم بالفعل قبل أن تبدأ المباراة!".

 

الصمت يعم الأرجاء ولا يفهم اللاعبون ما يرمي إليه المدرب، الذي أكمل "لقد عينوا أحد الحكام العاشقين لميسي لإدارة المباراة.. ومن المؤسف أن أبلغكم بأن معاناتنا مع حكام إسبانيا ستمتد أيضًا لأوروبا هذه المرة.. يبدو أن السيد فيار لا يضيع وقته في جنبات اليويفا".

 

الداهية لم يفسح المجال لأي من لاعبيه للبوح بأي كلمة.. مشيرًا بيده إلى بيبي "أنت.."، المدافع البرتغالي ينتبه لكلمات مدربه، الذي قال له "تحدثنا في وقت سابق عن إمكانية الدفع بك في وسط الملعب، لتستعد جيدًا.. ستكون مهمتك غدًا إفساد بناء لاعبي البارسا في الوسط ومواجهة ميسي عند عودته للخلف".

 

مورينيو يكمل "بيبي.. ستكون أنت سلاحي أمام 12 لاعبًا، لا أريد منك أن تبخل علينا بقطرة عرق واحدة، أنت من سترسلنا إلى النهائي.. فخطتي مبنية عليك أولًا".

 

السبيشيال وان قرر تحذير لاعبه من التدخلات المتهورة، ملوحًا إليه بإصبع السبابة "إياك يا بيبي.. إياك.. لقد جاء شتارك لمساعدتهم إذا نجحنا في التفوق عليهم داخل أرض الملعب.. إياك أن ترتكب أي خطأ يؤذينا".

 

بيبي يتحدث ردًا على مدربه لأول مرة "لماذا كل هذا الخوف سيد جوزيه؟.. لماذا تعير اهتمامًا لهوية حكم المباراة؟!".

 

ضحكة ساخرة من مورينيو، أتبعها بكلمات لوم للاعبيه "مشكلتكم أنكم تجهلون ما يُحاك ضدكم.. برشلونة ليس مجرد فريق بالنسبة لفيار ومسؤولي يويفا.. وشعار يونيسيف المطبوع على قميصهم ليس هينًا.. فراعيهما واحد وهناك كواليس تجهلونها.. ولا مجال هنا لطرحها في الوقت الراهن".

 

استطرد المو في حديثه موجهًا أنظاره لبيبي "ألا تعلم من هو حكم مباراة الغد؟ ألم تسمع ما قاله عن ميسي؟.. هل تخيلت يومًا أن يخرج حكم بهذا التبجح ويقول أريد استبدال قميصي مع ميسي داخل غرفة الملابس وإلا أخرجت له بطاقة صفراء؟!".

 

وواصل: "ألا يثير ذلك الريبة؟! على أي حال.. إن موعدنا الغد.. أليس الغد بقريب؟ سترى يا بيبي بنفسك وأتمنى أن يخيب فولفجانج شتارك ظني ويُظهر حياديته وألا يكون عائقًا أمامنا".

 

بعد مرور 24 ساعة ونهاية المباراة بفوز برشلونة (2-0) عقب طرد بيبي في منتصف الشوط الثاني..

 

 

المصدر : موقع كوورة

 

بيبي داخل النفق المؤدي لغرف الملابس في انتظار حكم المباراة، الذي أقصاه قبل بضعة دقائق بإشهار ورقة حمراء مباشرة في وجهه، بداعي مخالفة ضد داني ألفيس.

 

 

المدافع البرتغالي يلمح من بعيد قدوم الحكم ومساعديه، ليصرخ فيه "يا له من عار! اذهب الآن وارتدي القميص.. هو في انتظارك الآن.. لتعود إلى منزلك ويسعد أولادك بقميص ميسي.. لكن لا تنسى غسله جيدًا.. فهو قميص ملطخ بالعار مثل قميصك الذي ترتديه".

 

شتارك يمضي أمام بيبي دون التفوه بكلمة واحدة.. ومورينيو يظهر في ذات الوقت أمام وسائل الإعلام في المؤتمر الصحفي الذي تلى المباراة ويتحدث بغضب عن الحكم الألماني "إذا قلت له ولليويفا ما أشعر به الآن، فستنتهي مسيرتي اليوم".

 

المدرب البرتغالي واصل اتهاماته بين السطور، قائلًا "بما أنني لا أستطيع قول ما أشعر به، سأترك له هذا السؤال والذي أتمنى أن أحصل يومًا ما على إجابة عليه.. وهو (لماذا؟.. لماذا؟)".

 

مورينيو أخذ يردد سؤاله 3 مرات (لماذا.. لماذا.. لماذا؟).. ليُكمل "لا أعلم هل بسبب شعبية وإعلان اليونيسيف؟ هل هي بسبب قوة السيد فيار في اليويفا؟ أم الأمر يتعلق بلطفهم.. لا أعلم ولا أفهم ذلك.. مبروك لفريق رائع كما أقول دومًا.. لكن أبارك لهم أيضًا في الوقت ذاته على كل الأشياء التي يمتلكونها والتي من الصعب تحقيقها".

 

 

وزاد: "هم يمتلكون هذا النفوذ، بينما ليس للآخرين فرصة.. سنذهب للقاء الإياب بكل ما لدينا من كبرياء وبما لدينا من احترام لعالمنا الكروي، رغم اشمئزازي أحيانًا من العيش وسط هذا العالم وكونه بهذه الصورة".

 

وأكمل: "سنذهب لمواجهتهم بدون بيبي الذي لم يرتكب شيئًا، وبدون راموس الذي لم يفعل شيئًا.. بدون المدرب الذي لن يستطيع التواجد على الدكة وبنتيجة يستحيل تعويضها عمليًا".

 

مورينيو يغادر قاعة المؤتمر الصحفي ويتوجه لغرفة الملابس، لتقع عينه على بيبي.. الذي اكتفى بالنظر إليه ولسان حاله يقول "كان معك كل الحق.. لقد فازوا علينا لأجل هذا القميص!".