"سحر ومتعة وكرة قدم شاملة" كانت صفات تطلق على فريق برشلونة، قبل أن يتولى الإسباني إرنستو فالفيردي مسؤولية تدريب الفريق ويدمر أسلوب لعب النادي الكتالوني ويحوله إلى فريق اللاعب الواحد، حتى ولو كان أفضل لاعب في العالم الموسم الماضي ليونيل ميسي.
وتشير الأرقام إلى أن فريق بحجم وتاريخ البرسا يعتمد بشكل كامل على البولغا في التسجيل، ففي أول ثماني مباريات من كل موسم، لدى ميسي معدل تسجيل 7.3 أهداف أي 33% من إجمالي أهداف البرسا وعندما غاب هذا الموسم بسبب الإصابة أدى ذلك إلى أسوأ بداية للفريق منذ موسم 2008-2009.
وبات سحر البلوغرانا الكروي ينتظر إشعاع الساحر الأرجنتيني وإن لم يكن في يومه يعاني الفريق، فالمدربون السابقون كبيب غوارديولا ولويس إنريكي وتيتو فيلانوفا ومن قبلهم الهولندي الراحل يوهان كرويف، قدموا للعالم فريق الكرة الشاملة الذي يمتع ويسجل ويحصد الألقاب.
فكيف دمر فالفيردي صورة هذا النادي العريق منذ قدومه للبرسا موسم 2017-2018؟
عرف الفريق بتمريراته القصيرة بين اللاعبين لخلق المساحات بين الخطوط والاستحواذ لحرمان الخصم من الكرة، إضافة إلى تحويل المدافعين وحارس المرمى إلى مشاركين أساسيين في أي هجمة وتغيير النظرة للمدافعين ليصبحوا صانعي أهداف يؤدون عدة أدوار فوق المستطيل الأخضر، ونقل المباراة دائما إلى منطقة الخصم عبر الضغط العالي.
كل ذلك انتهى مع فالفيردي الذي قال عنه النجم المصري السابق محمد أبو تريكة إن نسبة فوز البرسا معه بلقب دوري الأبطال لا تتجاوز 20% إلى 25%، وأضاف أن البرسا قادر مع أي مدرب الفوز بالليغا، ويرى أن فالفيردي أخذ كل فرصه مع البرسا، وختم أن مشكلة البرسا مع فالفيردي في دوري الأبطال وليس في الليغا.
كلام أبو تريكة يؤكده الإعلام الإسباني والعالمي وتثبته نتائج مدرب أتلتيك بلباو السابق الذي خرج مرتين متتاليتين في دوري الأبطال بخسارتين مذلتين أمام روما موسم 2017-2018 وليفربول الموسم الماضي.
وبات فالفيردي يعتمد على ميسي في كل شيء، التسجيل والتمرير وتنظيم الفريق، ففي الموسم الماضي مثلا سجل البولغا 51 هدفا وصنع 22 أخرى، وحتى خطة اللعب تغيرت، فبعدما كانت 4-3-3، أصبحت خطة فالفيردي هي "ميسي"، حتى فقد الفريق انسيابية اللعب وبات جميع اللاعبين يبحثون عن "البولغا" ليجد الحل ويسجل الأهداف.
أمس وكالعادة أنقذ ميسي بمجهود فردي ولويس سواريز بحس تهديفي فالفيردي من مأزق خسارة مؤكدة أمس أمام إنتر في دوري الأبطال، ولكن يحسب لفالفيردي أمس أنه غير في التكتيك عبر إشراكه أرتورو فيدال بديلا لبوسكيتس وزيادة الكثافة العددية الهجومية وتغيير الفرنسي غريزمان -غيرالموفق الذي لا يناسب طريقة لعب البرسا- بمواطنه عثمان ديمبلي الذي ساهم بضرب دفاع "النيراتزوري".