يعرف "الحمل الكيميائي" (Chemical pregnancy) بأنه إجهاض مبكر يحدث في غضون خمسة أسابيع من الحمل (انغراس البويضة الملقحة في جدار الرحم)، وإليك ما تحتاجين إلى معرفته عن أسبابه وأعراضه ومدى تأثيره على الحمل في المستقبل.
وفي مقالها الذي نشرته مجلة "بارنتس" الأميركية، قالت الكاتبة نيكول هاريس إنه وفقا للدكتورة لورين أفربوخ المختصة في طب التوليد والنسائيات في مدينة نيويورك، يعد الحمل الكيميائي عملية إجهاض مبكرة للغاية تحدث قبل ظهور أدلة على الحمل داخل الرحم أو خارجه من خلال الموجات فوق الصوتية خلال الأسبوع الخامس أو السادس، حيث يمكن رؤية كيس الحمل.
وذكرت الكاتبة أنه نظرا لأن الحمل الكيميائي لا يشخّص سريريا، تعتقد الكثير من النساء ببساطة أن النتيجة الإيجابية التي حصلن عليها بعد إجراء اختبار الحمل كانت خاطئة، كما أن الحمل الكيميائي يُعتبر أكثر شيوعا مما يدركه معظم الناس.
ووفقا للدكتورة أفربوخ، يتعرض 30-50% من النساء لهذا النوع من الحمل، ويُعتقد أن 50-75% من جميع حالات الإجهاض هي حالات حمل كيميائي. وعلى الرغم من أن الإجهاض المبكر يمكن أن يحفز مشاعر الحزن، فإنه لا يؤثر على الخصوبة أو محاولات الحمل المستقبلية.
أسباب الحمل الكيميائي
لا يعرف الأطباء أسباب الحمل الكيميائي، لكن يُعتقد أنه ناجم عن تشوهات الكروموسومات التي تؤدي إلى نمو غير طبيعي للجنين.
ووفقا للطبيبة المختصة في التوليد والنسائيات آشلي ستورمز، في سبيكتروم هيلث في غراند رابيدز بميشيغان، تشمل أسباب الحمل الكيميائي الأخرى المحتملة العدوى الجنسية (مثل المتدثرة أو الزهري)، والحمل خارج الرحم، واضطرابات تجلط الدم، ووجود عيوب تشريحية في الرحم.
وتابعت أفربوخ حديثها قائلة: "هناك نظرية أخرى تنطوي على وجود مشاكل في بطانة الرحم، تمنع زرع الجنين ونموه بشكل سليم".
وذكرت الكاتبة أن هناك جملة من العوامل التي من المحتمل أن تزيد من فرصة تعرض المرأة للحمل الكيميائي، على غرار عمر الأم. وبحسب أفربوخ، فإن لدى النساء اللاتي تجاوزن 35 سنة فرصة أكبر للتعرض لأي نوع من الإجهاض، ناهيك عن اضطرابات الغدة الدرقية وتجلط الدم، وغيرها من المشاكل الصحية.
هل يمكن منع حدوث الحمل الكيميائي؟
وفقا للدكتور مايكل سيلفرستاين، وهو طبيب توليد ونساء في مدينة نيويورك، تعد عملية الوقاية من الحمل الكيميائي أمرا مستحيل الحدوث، وقال "بمجرد إجراء اختبار الحمل والحصول على نتيجة إيجابية، لا نعلم ما إذا كان سينتهي به المطاف إلى الإجهاض". وبعبارة أخرى، يتوقف ذلك على الظروف المحيطة بالتخصيب.
أعراض الحمل الكيميائي وعلاماته
نقلت الكاتبة ما جاء على لسان الدكتورة ستورمز، التي أفادت بأن الحمل الكيميائي يحدث عادة في غضون خمسة أسابيع من الحمل. وبشكل أكثر تحديدا، يحدث بعد أسبوع أو أسبوعين من فترة التبويض، وفي وقت قريب من موعد الدورة الشهرية.
في شأن ذي صلة، قال الدكتور سيلفرستاين: "عادة لا يرتفع هرمون الحمل بشكل كافٍ ليجعل النساء يشعرن بالغثيان والإرهاق وآلام الثدي وأعراض الحمل المعروفة الأخرى".
وعلى الرغم من أن بعض النساء تدّعين أنهن يتعرضن للنزيف أو التشنج كعلامة من علامات الحمل الكيميائي، فإن الدكتورة أفربوخ تشير إلى أن هذه الأعراض هي من الآثار الجانبية الشائعة لفترة الحيض.
وفي هذا الصدد، صرحت أفربوخ قائلة: "إذا أجريت اختبار حمل وحصلت على نتيجة إيجابية، ثم تعرضت لنزيف يشبه الحيض، فمن المحتمل أن لديك حملا كيميائيا".
هل يمكن حدوث حمل بعد التعرض للحمل الكيميائي؟
تُعتبر تجربة الحمل الكيميائي بمثابة معاناة مؤلمة للكثير من النساء. في المقابل، قال الدكتور سيلفرستاين "يجب ألا تدعي تجربة حمل كيميائية أو تجربتين تخيبان أملك، خاصة أنها لا تؤثر عموما على مستويات خصوبتك أو على الحمل في المستقبل".
ومن جانبها، أوردت الدكتورة أفربوخ أن "الحمل الكيميائي قد يكون مطمئنا لبعض النساء، حيث يدل ذلك أنهن يمكنهن الحمل في المستقبل". لذلك، تشجع أفربوخ النساء اللاتي تعرضن لخسارة حملهن بشكل مبكر ومتكرر للتحدث إلى الطبيب الذي قد يتمكن من تشخيص المشكلة وعلاجها.
المصدر : مواقع إلكترونية