حكومة أعمال لا أقوال! / محمد المصطفي الشيخ الطالب اخيار الشيخ محمد فاضل

أربعاء, 04/09/2019 - 13:38

  ينتابني العجب من أولئك المثبطين الذين رموا سهام تشكيكهم من قوس واحدة منذ الوهلة الأولى لاتهام الحكومة و قدرتها و كفاءتها ، فربطوا بينها و بين حبس الأمطار عن البلاد !
  و لكن لله الحمد و المنة جاء الغيث و انهمر على نحو غير مسبوق   وعمّ أرجاء البلاد من أقصاها  إلى أقصاها ، بل و بأرقام قياسية لم تسجل منذ سنوات طويلة ، و كان هذا من طالع السعد على الدولة و الشعب ، و مثلما أن المشككين حمّلوا الحكومة تأخر الأمطار ، فإننا نسجل أنها حكومة مباركة  أكرم المولي سبحانه قيادتها المعروفة بالصلاح و الرشاد  برحمة السماء ونزل فيها الغيث واستبشر العباد بذلك خيرا.
  كما أن حكومتنا وجدت العاصمة نواكشوط في حالة احتلال تام من القمامة و الأوساخ ، فتدخلت في الوقت المناسب و نجحت بفضل الله في ذلك ، وتمكنت من تنظيف أماكن ظلت لسنوات وهي عصية على النظافة ، وهاهي أسواق السبخة و الميناء– على سبيل المثال - ،  اللتين كانت أسواقهما مضروبة فوق الأوساخ ، نظيفة  و آمنة و تمر منها السيارات  لأول مرة  منذ سنوات ، و كذلك الأشخاص يمرون بانسيابية  كاملة و بدون أية عراقيل .
 كما نجحت الحكومة في الاستعداد الكامل لموسم الأمطار في  ولايات العاصمة الثلاث ، و تمكنت من توفير أساطيل من سيارات شفط المياه في كافة التقاطعات المرورية ، و ذلك لسحب المياه  بمجرد وجودها في الأماكن التي تتجمع فيها ، و التخلص منها بطريقة عملية سريعة ، الشيء الذي أزاح كابوسا كان يخيم على سكان العاصمة منذ سنوات بسبب تجمع الأمطار على الشوارع و في الممرات على نحو مزعج .
 و تدخلت الحكومة فوريا بعد السيول التي اجتاحت مدينة سيلبابي ، و لم يكن من المناسب أن يسافر رئيس الجمهورية إلى هناك لما سيترتب على ذلك من نفقات باهظة  ومرهقة للميزانية العامة ولا ضرورة لها ، في الوقت الذي يمكن تحقيق الهدف بطريقة فعالة و أكثر نجاعة ، حيث كلف رئيس الجمهورية القطاعات الوزارية ذات الصلة باتخاذ ما يلزم بعد الاطلاع المباشر على الوضع عن كثب ، و لذلك قام الوزراء بمهامهم على ما يرام ، و تم إنقاذ الوضع الكارثي عن كاهل السكان  و فتحت الطرق و عادت الحياة لطبيعتها ، و لله الحمد  و تم تقديم المساعدات المادية و المعنوية للسكان المتضررين الذين شعروا فعلا بأن لهم حكومة تؤازرهم و تهتم بهم و تسهر على خدمتهم بصورة أمينة و صادقة . و اتضح أن هذا المدخل هو الأنسب لحل مشاكل السكان بطريقة أكثر جدوائية و عقلانية .
 و لا يمكن أن ننسى المستشفى الميداني للجيش الوطني الذي تم تجهيزه بكافة المستلزمات و الأدوات الطبية في وسط البلاد ، لمواجهة الحالات الطارئة و تقديم كل ما يلزم  من خدمات صحية و علاجية نوعية للمواطنين في فصل الخريف ذو الطبيعة الخاصة كما هو معلوم .
و في رصيد إنجازات الحكومة الجولة الناجحة للوزير الأول على هامش قمة اليابان ، حيث تمكن من القيام بالكثير من العمل لمصلحة  الشعب الموريتاني ، و ذلك في ظرف وجيز ، و أثبت معاليه حنكته و جدارته و أهليته لقيادة الحكومة الموريتانية .
كما أن وزراء الحكومة الحالية ، كل فيما يخصه ، قد أنجزوا خططا ملموسة لتطوير قطاعاتهم  الوزارية و ربطها بالأهداف التي تخدم الشعب الموريتاني و التي سطرت في البرنامج السياسي للرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني .
وهذا هو ما يبحث عنه غالبية الشعب الموريتاني  وهو : حكومة تركز على الأفعال لا الأقوال ، فالأفعال ناطقة بطبيعتها و أكثر إقناعا ومقبولية بدلا من الاكتفاء بالتنظير و إطلاق الوعود الكلامية المعسولة و الفارغة .
 ما نريده كافة هو حكومة تعمل بصمت و هدوء و كياسة و فاعلية ، و هذا هو ما يظهر  من أداء الحكومة الحالية حتى الآن ، و يبدو أن في جعبتها في المستقبل القريب الكثير من المفاجآت السارة المتعلقة بالعمل البناء الذي يجسد مصالح الشعب الموريتاني في شتى المجالات .

تصفح أيضا...