توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن الشباب يحتاج بعد سن الثلاثين لمتابعة ضغط الدم بشكل منتظم، وذلك لحماية الدماغ من أضرار محتملة في مراحل لاحقة من العمر، ووفقا للدراسة الحديثة التي نُشرت في مجلة “لانسيت” المتخصصة في علم الأعصاب، فقد خضع المشاركون لقياس ضغط الدم وعمليات مسح للدماغ، وكشفت الدراسة عن وجود "فرصة متاحة" لحماية الدماغ بداية من العقد الرابع وحتى السنوات الأولى من العقد السادس من العمر.
ومن خلال متابعة البيانات الصحية الخاصة بحوالي 500 شخص، ربطت الدراسة بين ضغط الدم المرتفع لديهم في أوائل منتصف العمر، والأضرار التي لحقت بهم في مراحل عمرية لاحقة، والتي تتضمن مشكلات في الشرايين وضمور في خلايا الدماغ.
وقاد جوناثان شوت، أستاذ طب الأعصاب في معهد كوين سكواير التابع لجامعة لندن الدولية، فريق البحث المعد لهذه الدراسة.
وقال شوت: “قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم، حتى لو كنا في منتصف الثلاثينيات، إلى آثار جانبية على صحة الدماغ بعد أربعة عقود. ولذا فإن عمليات المتابعة والتدخل التي تهدف إلى الحفاظ على صحة الدماغ في مراحل لاحقة من العمر، يجب أن تبدأ على الأقل قبل بلوغ مرحلة منتصف الثلاثينيات”.
وقال بول ليسون، أستاذ القلب والأوعية الدموية في جامعة أوكسفورد: “نعلم منذ فترة أن من يعانون من ارتفاع ضغط الدم، غالبا تتغير بنية الدماغ لديهم في مراحل عمرية لاحقة”.
وأضاف ليسون: “يدور الجدل بين الأطباء في الوقت الراهن حول إذا ما كان علاج ضغط الدم لدى الشباب يحول بالفعل دون حدوث تغيرات في الدماغ”.
وأشار إلى أن نتائج هذه الدراسة تؤيد بالفعل فكرة وجود مرحلة عمرية حرجة في الحياة مثل الثلاثينيات والأربعينيات تتفاقم فيها الأضرار التي يلحقها ارتفاع ضغط الدم بالدماغ
وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها الربط بين ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر وارتفاع احتمالات الإصابة بالخرف، لكن العلماء يريدون التوصل إلى فهم أوضح لهذه العلاقة وكيف تتطور.
المصدر: بي بي سي