اطلعت على بيان نشرته اللجنة الإعلامية لاتحاد قوى التقدم في موقع الصحراء، تضمن ردا ضمنيا على تصريحات أدليت بها في الأسبوع الماضي لبرنامج ضيف الصحراء، والتي تتخلص كما يلي:
إن إعادة خسارة الحزب المهينة إلى التزوير وحده غير مقنعة، لأن مرشحي المعارضة كلهم عانوا منه، ومع ذلك حصلوا على نتائج مشرفة؛ فبيرام ولد اعبيد حصل على 18,5 في المائة، وسيدي محمد ولد ببكر حصل على 17,8 في المائة، وكان حاميدو بابا على 8,7 في المائة، وهذه نتائج محترمة بالرغم من التزوير.
والسؤال هو لماذا حصل مرشحنا على 2.4 في المائة، وقلت إن الجواب القائل بأن ذلك بسبب التزوير لا يكفي، ورأيي أن سبب هذه الخسارة يكمن في أداء الحزب نفسه، وإذا كانت قيادة الحزب تبحث حقا عن معالجة صحيحة للأزمة التي أدت لهذه الخسارة فعليها أن تتحمل مسؤوليتها بدلا من أن تلقي بها على الآخرين.
هذه خلاصة ما قلته عن التزوير وعن أزمة الحزب، وأذكر بأن المقابلة منشورة على الموقع حتى الآن، وللتأكد مما قلته أطلب الرجوع إليها.
فأين هذا مما ذهب إليه البيان من أنني تحملت مؤونة تبرير التزوير وسرقة الانتخابات، وأين هذا من قول البيان إن التصريحات تدخل في إطار حملة مسعورة لدعم وتبرير دعايات النظام في تعاطيه مع الانتخابات إلى غير ذلك من الاتهامات والتخوين.
أما ما ذهب إليه البيان من أن تصريحاتي تتعارض مع تقويم المعارضة ومع مواقفها، فليس له محل، لأنني لم أتطرق إلا لتقويم أداء اتحاد قوى التقدم، ولم أنف وجود التزوير بل أكدته، ولكنني نفيت أن يكون السبب الوحيد في خسارتنا الشنيعة.
لقد تعودنا على هذا النوع من الاتهامات المجانية والتخوين الفج من طرف الأنظمة الدكتاتورية، التي تعتبر معارضيها خونة يعملون للخارج، وكذلك من طرف بعض قادة الأحزاب التي تعتبر كل رأي مخالف هو في خدمة النظام ومن تدبيره.
ويبدو أن بعض القادة في حزبنا أصابتهم العدوى بهذا المرض، فبدلا من أن يحاسبوا أنفسهم ويصححوا أخطاءهم، فضلوا تخوين منتقديهم عن طريق إسناد أقوال إليهم لم يقولوها واتهامهم بأفعال لم يقوموا بها من أجل التغطية على أخطاء لم تعد التغطية عليها ممكنة.
أما أنا فلازلت متمسكا برأيي، كما لازلت انتظر ردا في صلب الموضوع، وأرفض هذا الرد الذي تضمنه البيان لأنه خارج عن الموضوع.
محمد المصطفى ولد بدرالدين