ثلاث رسائل أرسلها بريد السلطة إلى الرأي العام لا تبشر بخير بل تؤكد النمط الأحادي والمفرط واللامسؤول الذي تتعاطى به مع الناس وهمومهم وشؤونهم :
الرسالة الأولى : الطريقة التي اتبعتها الحكومة وموالاتها مع تصحيح وضع اللجنة المستقلة للإنتخابات ، فمع التنازلات المقدمة من المعارضة وقبولها التمثيل بثلاثة في اللجنة ومع ارتياح الرأي العام لما أشيع حينها أنه اتفاق بين الحكومة والإئتلاف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية عمدت الداخلية إلى المماطلة والتدخل في تسمية مرشحي المعارضة مما أوحى للطرف الآخر - وهو معذور في ذلك - أنه لا جدية في مسعى الحكومة والأمر لا يعدو كونه ذرا للرماد في العيون ، وقد أوضحت هذه الرسالة كم هي السلطة غير حريصة على اطمئنان مختلف الأطراف ولا على شفافية وتوافقية الجهة المشرفة على الانتخابات.
الرسالة الثانية : سلوك مسؤولي السلطة ورموزها تجاه معاناة أهل الركيز ( وفاة أطفال عطشا ) وعما نقل عن الأهل في كامور ، فقد توزع هؤلاء بين الإنكار والسخرية وتبرير الإهمال ، إن سلطات لا تتخذ التدابير لمنع مثل هذه الحالات ولا تملك إرادة وقدرات التدخل في الوقت المناسب ولا تتعاطف وتواسي وتعوض عند وقوع الكوارث لا تفهم معنى الخدمة والإجارة التي تحكم العلاقة السليمة بين الحاكم والمحكوم وحري بها تستحي وتسكت.
الرسالة الثالثة : ما تم تداوله في شأن عقاب الدركيين الذين صوروا مع العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو وتحويلهم إلى مناطق نائية لأنهم أتوا منكرا من الفعل والتعاطف !!! .
حين يحس دركيون بمسؤوليتهم تجاه مريض مسافر فيهتمون به ، وحين يحسون بعاطفة واحترام تجاه أبرز رمز علمي في البلاد والمنطقة من حولها فيلتفون من حوله وتؤخذ لهم صورة ، حين يقع هذا ينزل عقاب التحويل بهؤلاء والسبب الاهتمام بمريض وتقدير عالم رباني معروف ، تحمل الرسالة نيلا من المشاعر الإنسانية والقيم الأصيلة لهذا المجتمع.
هذه الرسائل مقلقة ومزعجة ولا تبشر بخير.