إذا لم نضع حدا لعذر شائع يوفره "الشارع" لكل من أساء إلى الأمة أو ارتكب خطأ فادحا، وقدر - لاحقا - أن عليه أن يعتذر بطريقة تفك كل صلة وتمحو كل شائبة وتعفو عن كل ذنب اقترفه المعتذر بسبب تلك الإساءة أو ذلك الخطأ، فإننا نفتح المجال واسعا أمام الضالعين في"التخطيط" والتخريب...
إنهم يكيفونه بسرعة فائقة وبكل بساطة أنه عمل استخباراتي مكشوف، وأن جهة معينة قامت به على حين غفلة من أهل الخطيئة، وأنه لايستحق الرد وأنه كان حريا بالعقلاء عدم إثارته والتعليق عليه فهو افتراء مكشوف ...!!
بسلطان قاهر يخفى كل معلق تعليقه ويتأسف على تلك الكلمة التي شارك بها في ذلك النقاش ويلقي اللوم على أجهزته الإدراكية التي لم تسعفه لأنها لم تكيف الحادثة بأنها عمل استخباري فصورته في أعين الناس كما لو كان أميا أو شخصا معزولا عن هذا العالم الذي يقبل فيه ويدير!
صحيح أن هنالك من يتربصون بالناس ويكيدون لهم ويضعون المصائد على دروبهم خصوصا على عالم إلكتروني يغزوه القراصنة ويسكنه ممتهنوا الفبركة وينام على مداخله خائطوا الخرافات، لكن هؤلاء لن يكون بإمكانهم أن يدخلوا بابا دون أن يكسروا الأقفال ويحطموا الأغلال ويغيروا كل الشفرات، وبذلك الفعل الفاحش يرتسم اللوث على الحادثة حتى يتأكد الجميع أنها أمارة غير قاطعة على ذلك الحادث، أما وأن يقوم المعني بالصولة على نفسه مختبئا بالأعذار البديلة التي ينسجها في الحالات القاهرة فذلك منكر ينبغي أن نبتعد عن المباركة لأهله...