نص تدوينة السفير
تطبيل في غير محله...
يقدر عدد سكان العاصمة نواكشوط اليوم بحوالي مليون نسمة، فلو افترضنا جدلا أن نسبة 1% منهم -بما فيهم الأطفال تحت سن التصويت- شاركت في مراسيم حفل ترشح معارض، يمكن وقتها أن نقدر حجم الحضور بحوالي 10000، عدد لم تجرؤ "الفقاعة الإعلامية الافتراضية" (الموغلة في التفاؤل عندما يتعلق الأمر بصفها) على ادعاء أنه انتصر لمرشحها في "ملعب ملح"، مما يعني عمليا أن الحضور كان أقل من نسبة 1% من سكان العاصمة- بما فيهم القصر-.
ولاحظ المهتمون بالفضاء الأزرق أن ناشطي "الفقاعة" روجوا، بنفس الحماس، للمرشحين المعارضين الثلاث الذين أعلنوا حتى الآن عن ترشحهم، ولعلهم سيروجون بنفس الطريقة لأي مرشح معارض قادم، على غرار الرئيس السابق لحركة "افلام"؛ وطبعا بإمكان أحد سكان العاصمة نواكشوط حضور أكثر من حفل ترشيح معارض، إلا أن التصويت يوم الاقتراع فردي وشخصي وحضوري...
فكل هذه الجعجعة التطبيلية والاستعراض المفرط يتعلقان في الواقع بشعبية تكاد تكون بدورها "افتراضية"، إذ أننا بتقسيم 1% مناصفة بين ثلاثة مرشحين أو أزيد، نحصل على نسبة هامشية أقل من 0,34% من سكان العاصمة وأقل من 0,1% وطنيا!
فالاحتفال بهكذا حضور سابق لأوانه سياسيا وفي غير محله إحصائيا...