الخرطوم ــ هالة حمزة
عقد الثلاثاء، في مقر اتحاد المصارف السوداني، اجتماع مشترك بين قطاعات أصحاب العمل ومديري البنوك الـ37، لتنفيذ المبادرة التي أطلقها اتحاد الغرف التجارية بالاشتراك مع قطاعات أصحاب العمل، من أجل ضخ أموال رجال الأعمال ومعاملاتهم التجارية في البنوك، للمساهمة في حل مشكلة السيولة المتفاقمة في البلاد، والتي كانت أحد أسباب اندلاع الاحتجاجات المعيشية في البلاد.واعتبر اتحاد المصارف أن البلاد تمر بظروف اقتصادية يعلمها الجميع، تتطلب من القطاع الخاص التفاعل مع مشكلات المواطن والوطن.
وشدد محافظ بنك السودان المركزي، محمد خير الزبير، على الالتزام بدفع أي مبالغ تورّد نقدا من قبل أصحاب العمل للمصارف، والتي قال إنها ستوضع كأمانات تسدد عند الطلب.
وأكد الزبير، في اجتماع عقد أمس، في اتحاد الغرف التجارية حول الوضع الاقتصادي الراهن، الالتزام الصارم لمديري العموم في البنوك لإنجاح هذا الاتفاق وتنفيذه. منوها إلى سلطات المحافظ الواسعة، والتي تصل إلى فصل أي مدير بنك في حال حدوث مخالفات.
ورهن الزبير حل المشكلة معاناة الصفوف (أمام البنوك) للحصول على الأموال بالتكاتف والتعاون مع القطاع الخاص في إنجاح هذه المبادرة التاريخية.
وأشار اتحاد الغرف التجارية إلى أن الدافع الوطني في المبادرة هو الأساس لإطلاقها، لتخطى صعوبات المرحلة الراهنة.
وكان نقص السيولة أحد الأزمات المعيشية التي ساهمت في اندلاع احتجاجات معيشية حاشدة في العديد من المدن، بالإضافة إلى أزمات نقص الخبز وارتفاع أسعاره ونقص الوقود في مختلف المناطق، الأمر الذي أدى إلى خروج الآلاف في مظاهرات احتجاجية، خلال الأيام الماضية، لقي فيها ثمانية أشخاص مصرعهم في مواجهات مع الأمن السوداني.
وتواصل الحراك الشعبي رغم الإجراءات الحكومية الهادفة إلى امتصاص غضب الشارع، إذ اندلعت احتجاجات في مدينتي المناقل ورفاعة بولاية الجزيرة السودانية (وسط)، أمس الإثنين، منددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار.
يذكر أن وكالة السودان الرسمية للأنباء (سونا)، أعلنت عن زيارة مرتقبة للرئيس السوداني عمر البشير، غدا الثلاثاء، لولاية الجزيرة، بهدف افتتاح مشاريع تنموية.
واليوم الإثنين، وعد البشير بإجراء “إصلاحات حقيقية” في بلاده، في أول رد فعل له على التظاهرات التي يشهدها السودان منذ 6 أيام احتجاجا على رفع اسعار الخبز.
وقال البشير وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء السودانية الرسمية خلال اجتماعه بقادة جهاز الأمن والمخابرات، إن “الدولة ستقوم باصلاحات حقيقية لضمان حياة كريمة للمواطنين”.
وبحسب “الأناضول”، خرجت مظاهرات طلابية، منددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، الذي تشهده البلاد في مدينة المناقل، قبل أن يتم تفريقها بإطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والهراوات. وفي مدينة رفاعة، خرج مواطنون في تظاهرة احتجاجا على انعدام الخبز وتدهور الأوضاع المعيشية.
وقال الجهاز المركزي للإحصاء (حكومي)، في بيان له، في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إن معدلات التضخم بلغت 68.93% في نوفمبر/تشرين الثاني، على أساس سنوي، مقابل 68.44% على أساس سنوي في أكتوبر/تشرين الأول، مشيرا إلى أن أكثر السلع التي أثرت على التضخم كانت اللحوم والبصل والزيوت والألبان.
ولفت جهاز الإحصاء إلى أن ولاية “البحر الأحمر” (شرق)، سجلت أعلى معدل للتضخم بين ولايات السودان الـ18، حيث سجلت 98.24% مقابل 97.86% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر:(العربي الجديد)