يرى الصينيون أن الموسيقى هي أقدم مخلوقات الآلهة، بمعنى أنها خلقت قبل الإنسان.
ودون مناقشة صحة هذا القول أو عدم صحته؛ فالمؤكد أن الموسيقى لازمت الإنسان، ورافقت عواطفه أيا كانت.
فمنذ استعماله للكف لضبط وتنويع الإيقاعات، مرورا بالتصفير والنفخ و و و... إلى ما نحن فيه الآن، والموسيقى جزء من حياة هذا الكائن.
ورغم الإجماع حتى الآن على أن أقدم موسيقي، أو على الأصح نوتة موسيقية هي "الأوغاريت" (1)، سنة 4000 قبل الميلاد)، المكتشفة في سوريا سنة 1948 (2)، إلا أن التبصر يدل على أن هذه النوته طبقت على شيء كان موجودا، وبالتالي فهي إضافة موسيقية أو منعطف في مسيرة الموسيقى.
وهل يحيل هذا إلى أن آلة (الآردين) هي آلة (الهارب الفرعونية)، أم هي مرحلة من مراحل تطور تلك الآلة من وتر واحد إلى خمس وأربعين وترا الآن؟ مثل (السمسمية) في مدن القنال المصرية.
وهل ما بأيدينا الآن هو وضعيتها عندما وصلت حملة القائد الفرعوني (دينكا) جد قبائل (واكى) مؤسسي وملوك مملكة غانا حسب بعض الروايات السونونكية؟..
وهل نزحت هذه الآلة إلى البلد مثلما نزحت (التيدنيت) وجلسات المديح بعد سقوط دولة السونغاي 999 للهجرة؟..
يشار إلى أن آلة الهارب عند الفراعنة تمثل حياة اللهو عند أشراف الدولة، وخصوصا نساء البلاط، حتى عرف عن بعضهن ممارسة العزف عليها، ولهذا شبيه ببلادنا.
أسئلة أطرحها على الأساتذة: محمد فال سيدى ميله – الحسين محنض – د/ محمدو احظانه، وغيرهم من ذوى الاهتمام.
* هذا الاسم او شبيه له إلى حد التماهى كانت تحمله زوجة أحد أعيان اترارزه، فهل هي صدفة؟!
---------------------
هوامش:
1 الاسم القديم لقرية (تل شمرا) السورية باللغة الحورانية.
2 فك شفرتها ولحنها الفيزيائي: جورج ميشال، وعزفها الموسيقار: سعد الله أغا على آلة السنتور، وانتشرت على يد الموسيقار السوري : مالك جندلي (أصداء من أوغاريت).
* محمد ولد محمذن فال / باحث في التراث الموريتاني