قال مجلس الوزراء السوداني في بيان أمس، إنه من المتوقع أن ترتفع الإيرادات العامة للبلاد 39 في المائة إلى 162.8 مليار جنيه سوداني (3.43 مليار دولار) في 2019.
ووفقا لـ”رويترز” أضاف المجلس، بعدما وافق على الميزانية الحكومية للعام المقبل، أنه من المتوقع أن ينخفض العجز من 3.7 في المائة ليصل إلى 3.3 في المائة في 2019. وقال البيان إن الميزانية تتوقع نموا اقتصاديا نسبته 5.1 في المائة.
وتضرر السودان بشدة حينما انفصل الجنوب في عام 2011، وهو ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، المصدر المهم للنقد الأجنبي.
وفي تشرين الأول (أكتوبر)، خفض السودان قيمة عملته الجنيه بشكل حاد، بعدما شكلت الحكومة لجنة من بنوك وشركات صرافة لتحديد سعر صرف العملة على أساس يومي. والنظام الجديد جزء من حزمة إجراءات تهدف إلى معالجة أزمة اقتصادية، ونقص حاد في العملات الأجنبية.
وقال معتز موسى رئيس الوزراء، إن ميزانية 2019 “مبنية علي موارد حقيقية وصرف متزن وتقشف في الإنفاق”، مضيفا أن أولويات الميزانية “تتمثل في زيادة إنتاج النفط والقمح والسكر والحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي”، مضيفا أن الميزانية تشمل مخصصات للدعم بقيمة 66 مليار جنيه سوداني (1.4 مليار دولار)، منها 53 مليارا للخبز والوقود. وأفاد أن الوقود يباع في السودان بعشر تكلفته الفعلية، بينما تدفع الحكومة 90 في المائة من قيمته في صورة دعم مباشر، مشيرا إلى أن الحكومة تدفع 36 مليون دولار أسبوعيا لدعم الوقود و35 مليون جنيه سوداني لدعم الخبز يوميا. وأردف قائلا “لن يكون هناك رفع دعم ولكن ستكون هناك سياسات جديدة لتوجيه الدعم للمستحقين، فلا يمكن أن ندعم المقتدرين ماليا”.
وتزيد الحكومة معروضها النقدي من أجل تمويل عجز الميزانية، ما يتسبب في ارتفاع معدلات التضخم وتراجع قيمة العملة المحلية.
وفي بيان منفصل، بدا عمر البشير الرئيس السوداني يلمح إلى إنهاء دعم الوقود، حيث قال إنه لا يمكن أن يكون هناك “إصلاح اقتصادي حقيقي” دون رفع الدعم. وأضاف البشير، أن السودان “ظل متماسكا ومحافظا على استقراره ويتمتع باقتصاد راكز” على الرغم من فقدان عائدات النفط التي كانت تشكل 90 في المائة من الصادرات و40 في المائة من الموازنة.
وتظاهر المئات في ثلاث مدن سودانية هي بورسودان وعطبره والنهود، احتجاجا على عدم توافر الخبز وارتفاع أسعاره، وفق ما أفاد مواطنون، لافتين إلى أن متظاهرين أحرقوا مقر الحزب الوطني الحاكم في عطبرة.
وقال حسن إدريس من سكان بورتسودان (الميناء الرئيس في البلاد)، “خرج نحو 500 من طلاب المدارس في وسط المدينة وهم يهتفون “لا لا للغلاء” وتصدت لهم الشرطة بالهراوات”.
وأضاف ان “المحال التجارية في سوق المدينة أغلقت أبوابها وذلك بعد قرار السلطات رفع سعر رغيف الخبز إلى ثلاثة جنيهات بدلا من جنيه”. وسجلت تظاهرات مماثلة في مدينة عطبرة (400 كلم شمال الخرطوم).
وقال مبارك عبد الرحيم من سكان المدينة، بدأ طلاب الجامعة والمدارس بالتظاهر عند وصولهم إلى سوق المدينة، وانضم إليهم مواطنون وحاولت الشرطة تفريقهم بالهراوات ولكنهم ساروا إلى وسط المدينة، وأشعلوا النار في إطارات قديمة وغطى الدخان وسط المدينة”.
وقال أحمد محمد حسين، “أشعل المتظاهرون الغاضبون النار في مقر حزب المؤتمر الوطني” الحاكم.
وفي مدينة النهود (500 كلم غرب العاصمة)، أفاد شهود أن طلاب المدارس لم يجدوا رغيف الخبز لوجبة الإفطار فخرجوا للشارع وهم يهتفون “لا للجوع”.
واندلعت هذه التظاهرات في وقت يعرض فيه رئيس الوزراء معتز موسى على المجلس الوطني (البرلمان) موازنة عام 2019. وقال موسى الإثنين إن “الحكومة تدعم رغيف الخبز بملايين الدولارات”.
وتعاني كل المدن السودانية بما فيها العاصمة شحا في كميات الخبز منذ ثلاثة أسابيع، حيث يستهلك السودان وفق إحصاءات رسمية 5.2 مليون طن من القمح ينتج منها 40 في المائة ويستورد الباقي.
المصدر:(الاقتصادية)