نخلداليوم الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني، وهي مناسبة لنهنئ الشعب الموريتاني كله حيثما وجد.
الثامن والعشرون من نوفمبر يوم تنفس فيه الشعب الموريتاني الصعداء، وهو يرى علما يمثله، وحكومة تؤسس لكيانه الخاص به، ومن حقه أن يفرح كلما مرت هذه الذكرى..
سنة ١٩٦٠ وضع الآباء رحمهم الله تعالى أقدامهم على الطريق، وبدؤوا بإمكاناتهم المتواضعة ماديا وبشريا تأسيس دولة في الصحراء، وقد وضعوا حجر الأساس، وانطلقوا في مواجهة التحديات الكثيرة المتشعبة.
ترك الآباء لبنات يمكن أن ينبى عليها في مجالات متعددة، وغابت عنهم بعض المجالات، وخالفهم الصواب في قرارات، ولكنهم كانوا من نمط بناة الدول، وخرجوا وأيديهم نظيفة من المال العام، وهم بريئون من تهم الفساد.
لم نستكمل بعد استقلالنا، لأننا لم نواصل ما بدأه المؤسسون، ولم نسع لإعادة تأسيس جدية، وكان تصحيحنا للأخطاء متعجلا وغير متوازن في كثير من الأحيان.. ومع ذلك ما زالت لدينا فرص للتدارك.
أدعو الله أن يقر أعيننا برؤية موريتانيا مستقلة بتماسك أبنائها، وعدل سلطتها، ونمو اقتصادها، وازدهار تعليمها وصحتها، وديمقراطية حكمها.