الذكرى الثامنة والخمسين الاستقلال موريتانيا حولت شوارع مدينة النعمة بأقصى الشرق الموريتاني الى فضاء احتفال بالحياة أثثته طبيعة المتكقة الجغرافية الرائعة وازدحمت به الوان شتى من التعبيرات الجمالية والفنية التى تغنت بقدسية الوطن وصدحت باغاني الاستقلال والحرية
وأنت تجوب هذا الشوارع من أقصاها الى أقصاها يمينا وشمالا تستوقف نظرك فى المقام الاول الوان الراية الوطنية وهى ترفرف فى كل الارجاء ولافتات قماشية عملاقة تبارك المناسبة وتشيد بمل تحقق من انجازات في عهد الرئيس الموريتاني الحالي
القوات المسلحة وقوات الأمن اكتسحت المدينة النائية وستكون نقطة الاحتفالات المركزية في رسالة واضحة مفادها أن الجيش فداء لوطن يتحدى اليوم الارهاب مثلما تحدى بالامس الاستعمار فى مسيرة كفاح ونضال خاضها الموريتانيون جيلا بعد جيل وتقدمها أعلام من القادة والرموز وقدم خلالها مقاومون أفذاذ أرواحهم فداء لحرية وطن ولانعتاق شعب.
من ملتقى طرق المطار الى محيط ولاية الحوض الشرقي في قلب النعمة تعددت الوان الاحتفاء وتنوعت حيث تجاورت وتلاقت تعبيرات متعددة من قبيل العروض العسكرية وعروض اخرى ستتخلل الحفل الرسمي منها رفع العلم وتوشيح بعض المواطنين
النعمة تمردت على شيخوختها ولبست ثيابا عصرية أنيقة لتجذب عقول زوارها في عرسها الوطني الكبير فلم تعد النعمة اليوم كما كانت بالأمس مدينة هادئة يخلد سكانها قبل التاسعة ليلا الى النوم ويستيقظون مع خيوط الفجر الأولى
أصبحت مدينة صاخبة تسهر حتى الثالثة فجرا وتمنح زوارها فرصة التجول في شوارع مضيئة جنباتها ملونة ونظيفة ومحلاتها التجارية مفتوحة تبيع انواع الألبان والشكولاته والفواكه وكلما يخطر على بالك وتستمر الحياة بعفوية سكان النعمة الى وقت متأخر من اليل
اما في الصباح فتستيقظ المدينة على وقع الاستعراضات العسكرية التجريبية وألحان الاناشيد التى تتغنى بالوطن و الحرية , وعززت كل هذه الحركية بساطة سكان هذه المنطقة وحبهم للضيوف وعاداتهم الأصيلة فكلما تجولت في شوارع المدينة تلاحظ وجه الفرح وترى الشارع ينطق ببهجة الحياة التى لا تنضب, وكثيرون امتزجت أحاسيسهم فى هذا الأيام بين الاحساس بالحماسة للتصدى للارهاب والاصرار على تحقيق حلم الاستقرار والامن والتنمية.
لكن الغريب أن احتفالات الاستقلال تسير في اتجاه التذكير بما يُعرف بـ إنجازات رئيس الجمهورية، في إشارة إلى المشاريع التي نُفّذت في السنوات الأخيرة، على حساب تقييم حقيقي لأزيد من نصف قرن عرفت خلاله موريتانيا سبعة رؤساء وتحولات كبيرة في مختلف مناحى الحياة
يقول سيدي ولد عالى الذي كان شاهداً على محطات كثيرة، إن ، جيل ما بعد الاستقلال لم يجرب الاستشهاد في سبيل الوطن، ولا القبض بيد من جمر على وقائع تاريخية تروي جزءاً بسيطاً من عذابات شهداء موريتانيا مؤكدا أن من ينكر نعمة الأمن والحرية اليوم فهو جاحد ناكر ومعارض كبير
فموريتانيا اليوم بها الجامعات والمدارس والكليات والثانويات والمستشفيات والطرقات والمؤسسات، وهناك جهود مبذولة للقضاء على الامية ، والعيش الكريم
يلتقط منه خيط الحكي صديقه القاسم وهو يتباهى بحب الجيل القديم لبلده وتضحياته لأجله، مقارنة بجيل اليوم الذي ينحصر حبه في مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون، ويقول إنهم يتذكرون يوم خرج الاستعمار واستقلت البلاد ، وكيف احتفى الموريتانيون في أول ذكرى لاستقلالهم المجيد
يوم ظل موسوماً في ذاكرة كل الموريتانيين وتعددت مظاهر الاحتفال به لدى جيل اليوم، بين من اختار استحضار اللحظة بصور تؤرخ تلك اللحظات، وتخلد تضحيات رجال المقاومة فيما تناقل ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي صوراً قديمة لاحتفالات الموريتانيين قديما حيث يلبس الرجال (دراريع ) ملونة خضراء وبيضاء وتتوشح النساء بلباس "النيله" الأسود اللباس التقليدي الخاص بالمرأة
وتكتسي ذكرى الاستقلال حفاوة كبيرة بالنسبة للموريتانيين ، حيث تمثل نهاية حقبة الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي استوطن موريتانيا وما زال تعلق الموريتانيين بصور الشهداء وذكريات المقاومة الثقفية والعسكرية استثنائياً، إذ حيث حاولت الدولة طلاق أسماء شهداء المقاومة على الشوارع والمعالم الكبرى في العاصمة ، واعترافًا بتضحياتهم
تقع ولاية الحوض الشرقي في الناحية الجنوبية الشرقية من موريتانيا وعاصمتها هي مدينة النعمة وتضم مقاطعات أمرج وباسكنو ، واعوينات ازبل وتمبدغه
و يعتمد نشاط السكان على تربية المواشى وهو الجزء الذي امتازت فيه هذه الولاية عن غيرها من ولايات موريتانيا وكذلك النشاط الزراعي وعملية التبادل مع المناطق المجاورة خصوصا مع مدن جمهورية مالي المحاذية وتعتبر هذه الولاية من أهم الولايات التى تحوى مدنا تاريخية كولاته وكمبي صالح
النعمة على بعد ساعات من انطلاق احتفالات الذكرى الثامنة والخمسين لاستقلال موريتانيا وماتزال بعض الترتيبات لم تكتمل خاصة في المنصة الرسمية التى يثير تأخر الاشغال فيها جدلا كبيرا هون وتبادلا للاتهامات بين قطاع الاسكان والمؤسسة العسكرية
موفد مراسلون الى النعمة