كنت قد هنأت القوات المسلحة الوطنية يوم أمس بمناسبة عيدها في 25 نوفمبر أما وقد انقضى يوم العيد فلابأس بحديث الملاحظات والوقفات :
1 - القوات المسلحة عنوان وطني جامع يعكس الانتماء للوطن بكل أبعاده وفي كل أبعاده ، هكذا ينبغي أن ينظر لها الناس وهكذا ينبغي أن ترى نفسها ، لها دور جمهوري مرسوم حدده الدستور وتواترت عليه التجارب ذات المعتى الديمقراطي ومن هنا يلزم أن يتاح شرف الإنتماء إليها لكل أبناء الوطن بعيدا عن أنماط التحكم وأساليب الإبعاد والتهميش ، وأن تكون صورتها عاكسة للوطن بتنوعه وتعدده وثرائه .
2 - من القواعد المتفق عليها في الفقه الديمقراطي والجمهوري أن للجيش مسؤولية أمنية وعسكرية والسياسة بطابعها الخلافي ليست مجاله ويكاد يحصل اتقاق أن السياسة تفسد الجيش والجيش يفسد السياسة ولا يليق بهيبة ومكانة مؤسسة الجيش أن توظف في الحملات الانتخابية والصراعات الحزبية .
أدرك وأنا أقول هذا الكلام أن الجيش في بلادنا دخل السياسة ودخلته منذ انقلاب ١٩٧٨ وقد لا يكون من السهل تجاوز أربعين عاما من التداخل بجرة قلم ومع صحوة ضمير فالأمر دون شك يحتاج عقلانية وروية يكون الهدف الواضح لأهلها هو الفصل الديمقراطي بين الجيش والسياسة وأن يصاحب ذلك ما يقتضيه من مسؤولية وطمأنة يقتضيها الحال ويتطلبها المآل.
3 - تظل العناية بهذه المؤسسة مطلوبة وملحة وأن يشمل ذلك كل أنواع التكوين والتأهيل والتدريب وتوفير الوسائل وأجواء النجاح و التطور ، فالتحديات الأمنية وحساسية المنطقة من حولنا واتساع حدودنا ومخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة تتطلب كلها جيشا وطنيا محترفا فعالا تتوحد حوله الجبهة الداخلية ويحتضنه كل شعبه ويمثل قوة رادعة لكل من يهدد البلاد أمنا وحوزة ترابية.