وجع و أي وجع!!
هم يبكون اسنيم و غيرها و يتوجعون للأوضاع الاقتصادية، و انعكاس ذلك على حياة الإنسان، أنا وجعي و حسرتي على الإنسان ذاته في هذه الربوع. الإنسان الموريتاني يا سادة يا كرام يكاد ينطوي في زفة الجهل و الكراهية و الظلم و الظلامية. خلونا نكون صريحين و صادقين مع خالقنا و مع الناس و مع أنفسنا و نعترف بأن السنوات الأربعة الأخيرة، تكالبت الجهود بوعي و بدونه و بإرادة و بدونها و من الجميع في تقييد العقل و الإبداع و الفن و ما يمت للرقي الإنساني في هذه الحياة بصلة، و انخرطنا جميعا بالفعل أو بالصمت في السياسوية و الانتهازية و التجهيل و الشعبوية، و ها نحن اليوم نتجرع علقم تلك التجربة المرة، و ندفع الثمن تجاذبا و كراهية و عدم عافية في مؤسسية الدولة التي هي ضمان تعايشنا و لو في الحد الأدنى من السلم الأهلي. تسألون عن تراكم الأوساخ و الأمراض و انتشارها، و لكنكم نسيتم أنها أوساخ و قاذورات عقولكم، فهل يمكن أن تنتظروا نظافة و روائح زكية من عقل مريض يسكنه الخراب و يتغذى على الجهل و التجهيل و الشعوذة و الخرافة في مدارسه و بعض وسائل إعلامه و في وسائل تواصله الاجتماعي التي أصبحت وسيلة الدمار الشامل لما كان من عرى تعايش و تسامح لهذا المجتمع!!
كنا فقراء و لكن كان لنا حد أدنى من العقلانية و من التسامح و من الطموح في تغيير أوضاعنا نحو الأحسن، و لكننا اليوم أشد فقرا لأننا أقل عقلانية و أكثر شراسة و "عدوانية" في تحقيق ما نريد و بأنانية لا يحدها إلا العجز.
لا أريد أن أخوض أكثر لأنكم في أغلبكم تدركون الضياع و التيه، و مظاهره التي تتراآى أمامكم، و تعيشونها واقعا مرا يهددكم في سلمكم الأهلي و الإجتماعي. لا أرغب في أن أبدو متشائمة، و لا أقبل أن أفقد الأمل و الحلم في غد فيه حد أدنى من الإشراق في المستقبل المنظور و لكن.....
خواطر و أحاسيس عبرت عنها أكثر من مرة و إن بطرق أقل تشاؤما، لكن في هذه المرة أصبحت وجعا، و لا نريد أن يلفنا الظلام قبل أن نطلق صرخة رجاء أخير لكم أيها الموريتانيون و الموريتانيات، جميعا، أن انتبهوا لواقعكم المر و المهزوم قبل أن يلفكم الظلام الأبدي.
اللهم أمن على هذا البلد فإن أهله غافلون!!