قدم الراجل عمر أبيليل مدير مركز حوار للسلم ورقة في المؤتمر الإقليمي دور الشباب في بناء مجتمعات متسامحة الذي ينظم في مراكش في الفترۃ ما بين 4-8 نوفمبر الجاري تحت عنوان : "التعايش في موريتانيا؛.. واقع وتدابير" .
وركزت الورقة على البعد التاريخ للتعايش في موريتانيا والعقبات السياسية والاقتصادية والتربوية والثقافية في مرحلة ما قبل الدولة وما بعدها خاصة مع انطلاقة المسار التعددي السياسي والثقافي واللغوي.
تمت الإشارة إلى البرامج التنموية التي سدت الثغرات التي سبقت بنية الدولة؛ بالإضافة إلى ظاهرة البداوة والولاء لغير الدولة والخلخلة الاقتصادية التي أدت إلى موجات نزوح من الريف وتضرر نظم محلية ظلت إلى وقت طويل أحد التحديات.
مع استعراض التركيبة السكانية في موريتانيا في أبعادها الشمولية والتي تفاعلت في مستويات مخلفة أسهمت في تفاعل وتلاحم وتعايش بين المكونات الاجتماعية؛ ما أثمر نشوء قيم حضارية مشتركة؛ وتشكل ألوان فلكلورية مميزة لكل ثقافة على حدة؛ بالإضافة إلى مراكمة أنماط مختلفة من طرق التعايش في ظل حالة من التكيف مع الظروف الطبيعية الخاصة.
وتم استعراض بعض التحديات التي تواجه تعزيز التعايش السلمي في موريتانيا والتي من بينها مخلفات الرق وملف المبعدين؛ الجهود والتدابير الوطنية التي قامت بها الدولة في هذا الصدد والتي أثمرت وكالة للتضامن تتكفل بضحايا مخلفات الرق وكذا الدمج بالإضافة للتسويات التي تمت بمشاركة طيف من المبعدين.
إذ نعتبر أن هذه الجهود والتدابير الوطنية جاءت ثمرة مبادرات وفعاليات وطنية لتعزيز التعايش في إطار المشروع المجتمعي للوحدة الوطنية؛ ومهرجانات دورية لنشر ثقافة السلم والتسامح والمواطنة الحاضنة للتنوع؛ بالإضافة إلى منتديات وطنية للحوار الوطني والتعايش كان آخرها حوار 2016.
كما شملت الورقة عدة توصيات كان من بينها أهمية تدعيم مكانة الإسلام في برامج وتوجهات الدولة المجتمعية وإطلاق منتديات وطنية خاصة بالتعايش والحث على تعزيز نفاذ اللغات الوطنية ومضاعفة أداء البرامج التنموية للحد من تفشي الولاء لغير الدولة الحاضنة للجميع.